يستضيف "متحف سرسق" في بيروت عند السادسة من مساء اليوم الإثنين حفل توقيع كتاب "إيتيل عدنان" للباحثة الأمريكية كيلين ويلسون - غولدي، التي تتناول خلاله سيرة الفنانة والكاتبة اللبنانية (1925) عبر الإضاءة على حياتها وتجربتها الممتدّة منذ نهاية الخمسينيات.
يترافق الإطلاق مع حلقة نقاشية تشارك فيها المؤلّفة المقيمة في بيروت حيث تدرّس تاريخ الفن في "الجامعة الأمريكية" وكلّ من الباحثين ياسمين شمالي، وجوانا حاجي توما، وخليل جريج، وأندريه صفير ــ زملر، وفوّاز طرابلسي.
الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات لاند همفريز" في لندن، يعود إلى بدايات صاحبة "يوم القيامة العربي" (1998)، حيث عملت مدرّسة لتاريخ الفن في "جامعة دومينيكان" في ولاية كاليفورنيا قبل أن ترسم عملاً واحداً، حيث واجهت سؤال كيف يمكنها أن تشارك في دورات تدريبية في الفنون وهي لا تمارسها عملياً، فأخذت حينها ورقة وأقلام التلوين لترسم وتبدأ الرحلة من هناك.
تتميّز لوحات إيتيل بأنها مبهجة ومشمسة بحساسية مختلفة عن نصوصها، بحسب غولدي التي تشير إلى أن نثرها يعبّر عن عالم من الوحشية والفوضى، حيث "كتاباتها شديدة التعقيد وتتضمّن موقفاً سياسياً، بينما لوحاتها هي بالقطع شخصية".
تستعير الكاتبة اقتباساً من صاحبة "كتاب البحر" تقول فيه "أنا أكتب ما أرى، وأنا أرسم ما أنا عليه"، وتوضح في موقع آخر "كتاباتي ولوحاتي ليس لديها اتصال مباشر بما هو في ذهني، وهم بالتأكيد يؤثرون في بعضهم بعضاً حيث كل ما نقوم به يرتبط بشيء فينا، ويتضمن كل ما قمنا به أو نقوم به لكن بشكل عام فإن كتابتي مرتبطة بالتاريخ كما هو (ولكن ليس فقط) ورسومي هي انعكاس لحبي الكبير للعالم، والسعادة التي ستكون، وللطبيعة والقوى التي تشكل مناظرها".
حول الفنانين الذين تأثرت بهم، تلفت عدنان إلى حبها العظيم لبعض الفنانين مثل كازيمير ماليفيتش وبول كلي وفاسيلي كاندينسكي وأوجين ديلاكروا، ومن المعاصرين الكندي أغنيس مارتن والألماني سيغمار بولك، أما الفرنسي نيكولاس دي ستايل (1914 – 1955) فهو يمثّل نقطتها المرجعية الواضحة حيث أعمالها تذكّر الناس به رغم أنهما غير متشابهين على الإطلاق، لكنه استخدم السكين في الكشط والتلوين وأنا أستعملها في رسوماتي الزيتية.
تضيء الكاتبة أيضاً على خلفية صاحبة "سماء بلا سماء" العائلية، حيث والدها سوري كان يعمل في الجيش العثماني، ووالددتها يونانية من مدينة سميرنا التي أُحرقت عام 1922. ودرست إيتيل في مدرسة فرنسية في بيروت حيث كانت الفرنسية لغتها الأم لتنتقل إلى باريس لمدة ثلاث سنوات قبل أن تذهب إلى الولايات المتحدة حيث استكملت دراساتها العليا، لتعيش متنقلة بين كاليفورنيا وبيروت.