"إمبراطورية السلطان": سرديات الفن العثماني

وبمحتوياته، يسمح المعرض أولاً لزائره بالغوص في تاريخ الإمبرطورية العثمانية، بدءاً من سقوط القسطنطينية، ومعها الإمبراطورية البيزنطية، مروراً بتوسّع العثمانيين في منطقة حوض المتوسط، وأيضاً في أوروبا الوسطى وروسيا. توسّع سيقود إلى 150 عاماً من المواجهات العسكرية التي ستلعب دوراً حاسماً في ترسّخ تلك المقابلة بين شرقٍ مسلم وغربٍ مسيحي.

لكن أبعد من هذا الصراع، ستمارس السلطنة العثمانية بثقافتها سحراً كبيراً على فناني أوروبا، ما سيؤسّس لحركة تبادل ثقافي كثيف بين الشرق والغرب، ويكيّف النظرة الملقاة إلى الآخر على طرفي المتوسط.

وينطلق مسار المعرض مع ظهور صورة "العدو العثماني" في العالم الغربي بموازاة تطوّر العلوم والاكتشافات الجغرافية الكبيرة وانتشار المطبعة، ومعها السرديات المصوّرة والخرائط الجغرافية والرسوم البانورامية للمدن وللمواجهات العسكرية التي تظهر فيها صورة التركي "السيّئة".

بعد ذلك، يبيّن المعرض كيف أن اتفاقيات السلام المؤقتة مع الإمبراطورية العثمانية ستسمح للغربيين باكتشاف غناها؛ إذ سيزورها التجار والدبلوماسيون ويُحضرون منها الأقمشة والسجاد وقطع فنية مختلفة، كما سيقصدها الفنانون لرسم مشاهد بانورامية لإسطنبول والقرن الذهبي وقصور توبكابي، نذكر من هؤلاء: جنتيلي بيلّيني، وألبرخت ديورر، ولو تانتوري، وملكيور لورك، وهانز فون آشن، وهانز مملينغ، وباولو فيرونيز.

وفي المقابل، سيقتني العثمانيون من أوروبا ساعات الحائط ومختلف أنواع الآلات الصناعية والزراعية، كما سيتبنّى السلاطين بعض العادات الأوروبية، وفي مقدّمتها استقدام رسامين إيطاليين لإنجاز بورتريهات لهم.

وتدريجياً، سيتغلغل الشرق في الفن الغربي، كما يتجلّى ذلك في النماذج الشرقية داخل لوحات ورسوم كبار رسامي النهضة، وفي ملابس بلاط الملوك.

يستمر المعرض حتى 31 أيار/ مايو المقبل.