يواصل عدد من نشطاء ريف حمص الشمالي إضرابهم عن الطعام، متخطين يومهم الثامن على بدئه تحت شعار "إضراب الكرامة"، ومؤكدين ثباتهم عبر وقفة تضامنية بمشاركة عدد من الناشطين في الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي.
وقال عضو "مركز حمص الإعلامي" أسامة أبو زيد أمس الثلاثاء: "نظم ناشطون ومقاتلون في فصائل المعارضة المسلحة، المضربين عن الطعام منذ 10 مايو/أيار الجاري، تضامناً مع أهالي حي الوعر المحاصر منذ 3 أشهر، وقفة تضامنية أكدوا خلالها مواصلة إضرابهم عن الطعام، حتى يتم فك الحصار عن حي الوعر وفتح المعابر الإنسانية أمام 100 ألف مدني مقيمين فيه".
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً تظهر مجموعة من الشباب يرتدون قمصاناً بيضاء كتب عليها #إضراب_الكرامة و#أنقذوا_الوعر، ورفعو يافطات كتب عليها، "إضرابنا عن الطعام مفتوح مطلبنا الأساسي فك الحصار عن حي الوعر وفتح المعابر الإنسانية لنحو 100 ألف مدني محاصر"، و"ندين موقف الأمم المتحدة بسكوتها عن تجويع 100 ألف مدني"، وغيرها من الشعارات.
وبين أبو زيد أن "13 شاباً من الناشطين وبعضا من عناصر الفصائل المصلحة أعلنوا في ريف حمص الشمالي عبر صفحاتهم الشخصية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عن بدء إضرابهم عن الطعام بتاريخ 10 مايو/أيار الجاري، بمساعي الناشط الإعلامي في ريف حمص الشمالي طارق بدرخان، موجهين دعوة لمشاركتهم وتضامنهم مع مصاب أهالي حي الوعر في مدينة حمص قبل وقوع الكارثة الإنسانية بحقهم، تحت مسمى "إضراب الكرامة" الذي اندرج تحت حملة "أنقذوا الوعر"، التي أطلقها نشطاء حمص في الداخل والخارج لإنقاذ المدنيين المتواجدين داخل حي الوعر، قبل أن يصيبهم ما قد أصاب أطفال وأهالي مضايا".
وأضاف "وجهنا مطلبنا إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتحمل مسؤولياتها، فلدينا في حي الوعر 1500 طفل رضيع حياتهم مهددة لعدم توفر مادة الحليب، بالإضافة إلى 450 حالة حرجة بحاجة إلى إسعاف وعمليات فورية".
وكان النظام أغلق المعابر الإنسانية في حي الوعر، مانعاً عن أهله دخول المواد الغذائية والطبية، عقب مطالبة لجنة المصالحة في الحي والفصائل المعارضة والأهالي للنظام بالالتزام ببنود الهدنة الموقعة بينهم، وإخراج المعتقلين والبالغ عددهم أكثر من 7 آلاف معتقل، للانتقال إلى المرحلة الأخيرة من اتفاق الهدنة القاضي بفتح القصر العدلي الموجود على أطراف الحي.
يشار إلى أن نحو مليوني سوري يعيشون في حصار جزئي أو كلي في العديد من المناطق السورية، معظمهم محاصرون من قبل القوات النظامية، في حين يحاصر "جيش الفتح" بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، ويحاصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عدة أحياء في مدينة دير الزور التي لا تزال تحت سيطرة النظام، ما يجعلهم يعانون من ظروف إنسانية سيئة للغاية، جراء نقص المواد الغذائية وعدم توفر الرعاية الطبية، والخدمات الأساسية للمعيشة من ماء وكهرباء واتصالات، إضافة إلى عمليات القصف والقنص التي تتسبب في سقوط قتلى وجرحى بشكل شبه دائم.