"إحنا معك": حملة فتحاوية دعماً لأبو مازن

16 مارس 2014
مناصرون لـ"فتح" يحتجون على الاستيطان في الضفة
+ الخط -

من أجل مؤازرة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ودعم موقفه، داخل البيت الفلسطيني خصوصاً، في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، أطلقت حركة "فتح" حملة "إحنا معك"، بالتزامن مع لقاءاته المرتقبة في واشنطن، اليوم الأحد وغداً الاثنين.

ويرتقب أن يلتقي أبو مازن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الأحد، في واشنطن، على أن يجتمع مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض غداً الاثنين، وسط توقعات بأن يتعرض لضغوط أمريكية، لتقديم المزيد من التنازلات في عملية السلام مع الإسرائيليين.

 واستنفرت حركة "فتح" جهودها في ما يشبه حالة الطوارئ، لدعم الرئيس، وقال المتحدث باسم الحركة، أحمد عساف لـ "العربي الجديد": "نسعى إلى تحقيق هدفين من خلال الحملة؛ أولاً إيصال رسالة إلى الرئيس محمود عباس بأن مواقفك المشرفة وصمودك التاريخي الذي سيشهد لها التاريخ، هي محل اعتزاز وفخر من أبناء شعبك، لأنك تقود هذه المعركة بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "في كل اتصال هاتفي يتلقاه الرئيس، سواء من الغرباء أو الأشقاء، يتعرض لضغط كبير، لكنه مصمم على عدم التنازل عن الثوابت الفلسطينية، وهي اقامة دولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين وفق المبادرة العربية وقرار 194 والإفراج عن جميع الأسرى".

أما الهدف الثاني من الحملة الشعبية "احنا معك"، حسب عساف، فهو "توجيه رسالة إلى إسرائيل والولايات المتحدة مفادها أن الرئيس أبو مازن ليس وحيدا، ولا يخوض هذه المعركة باسمه الشخصي بل نيابة عن الشعب الفلسطيني، والذي لن يترك الرئيس الذي قال كلمة "لا" أكثر من 15 مرة للولايات المتحدة عندما تعارضت مواقفها مع الثوابت الفلسطينية".

وتابع عساف: "رغم أننا نعرف أن هناك من سيتخلى عن هذه المعركة ولن يشارك فيها، وهذا ليس غريباً عن البعض، لكن شرفاء هذا الشعب لن يتخلوا عن دعم الرئيس ومساندته أمام الضغوط الأمريكية الهائلة اليوم وغداً"، في إشارة الى حركة اليسار الفلسطيني التي دعت أبو مازن الى الانسحاب من المفاوضات، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة التي تتعرض لها فلسطين وشعبها.

وأصدرت أربع قوى من اليسار الفلسطيني بيانا مشتركا، اليوم الأحد، دعت فيه الرئيس عباس إلى الانسحاب من المفاوضات والتوجه للأمم المتحدة. وأكدت "رفضها التام لخطة الإطار التي يسعى وزير الخارجية الامريكية، جون كيري، إلى فرضها على شعبنا". وطالبت عباس "بالانسحاب الفوري من المفاوضات التي ثبت فشلها ورفض تمديدها وهي تستخدم ذريعة للمزيد من الاستيطان".

بدوره، قال الأمين العام لحزب "الشعب"، بسام الصالحي، لـ "العربي الجديد": "نرفض خطة الإطار أو تمديد المفاوضات على أساسها أو حتى في إطار لا يستند إلى مرجعية الأمم المتحدة وقرارتها ووقف شامل للاستيطان، وهي ذات الشروط التي أعلنتها القيادة الفلسطينية قبل العودة إلى المفاوضات".

وتابع: "الامر الآخر الذي نؤكد عليه هو أننا نريد تغيير كل إطار العملية التفاوضية القائم على رعاية الولايات المتحدة التي تقوم بالتغيير في قرارات الأمم المتحدة، ولا تعتبر وسيطا نزيها بل لديها انحياز فاضح تجاه إسرائيل".

ومن المتوقع أن تدعو قوى اليسار إلى مسيرات وسط المدن الفلسطينية يوم الأربعاء المقبل في 19 مارس/ آذار الجاري، وفق ما أوضحت مصادر مطلعة في "الجبهة الشعبية" لـ "العربي الجديد".

وانطلقت حملة "احنا معك" قبل نحو شهرين بمبادرة شخصية من القيادي الفتحاوي جمال عبيد في قطاع غزة، وسرعان ما تبنت كل مؤسسات السلطة وحركة "فتح" الحملة، وعملت على توسيعها ودعمها لتصل إلى أوسع مستوى ممكن، حيث شارك فيها الإعلام الرسمي الفلسطيني وجميع أقاليم حركة "فتح"، والشبيبة في الجامعات الفلسطينية، إضافة الى توجيه دعوات شعبية للمواطنين للمشاركة في الفعاليات والمسيرات المركزية يوم غد الاثنين.

وتشهد المطابع الفلسطينية ازدحاماً وأزمة عمل خانقة، بعد تلقيها عشرات الطلبات لطباعة مئات آلاف الصور لعباس، وتجهيز الأعلام الفلسطينية، وحجز مئات الحافلات لنقل المواطنين الفلسطينيين من القرى والمخيمات إلى الميادين الرئيسية وسط المدن الفلسطينية.

وأطلق العديد من الكوادر والقيادات الفتحاوية نداءات على صفحات التواصل الاجتماعي لدعوة الشعب الفلسطيني للمشاركة في الفعاليات المساندة لعباس، تحت عنوان: "لا تخذلوا أبا مازن كما خذلتم أبا عمار"، في إشارة الى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

نقابة العاملين في الوظيفة العمومية استنفرت جهودها، بدورها، للانضمام الى الحملة، حيث دعا نقيب العاملين في الوظيفة العمومية، بسام زكارنة، جميع الموظفين في الوظيفة الحكومية إلى المشاركة في فعاليات يوم الإثنين.

كما أكدت نقابة الأطباء، التي تنفذ إضراباً عن العمل منذ 12 مارس/ آذار الجاري، أنها ستشارك في جميع الأنشطة والفعاليات الداعمة للرئيس أبو مازن، رغم استمرارها في الإضراب الذي يشل حركة المشافي الحكومية.

وينشط المئات من الشبان المحسوبين على حركة "فتح"، منذ مساء أمس الأحد، في لصق صور عباس على الجدران وفي الشوارع والأماكن العامة، فيما يبث الإعلام الرسمي الفلسطيني أغانيَ وطنية تشيد بأبو مازن وتمسكه بالثوابت الفلسطينية، إضافة إلى مقاطع من خطابه الأخير أمام المجلس الثوري.