"أيام الملحون": جوانب بلاغية وموسيقية

04 مايو 2018
(من دورة سابقة)
+ الخط -
يشير الباحثون إلى أن الملحون نشأ في المغرب العربي خلال القرن الثالث عشر في امتزاج بين فنون شعبية مثل العيطة بإيقاعاتها التي تؤدّى على آلة "الطعريجة" مع التراث الموسيقي الأندلسي، حيث استعار آلاته الوترية مثل "السويسي" و"الربابة" الوتريتين.

تظاهرات عديدة تنظّم في المدن المغربية احتفاء بهذا الفن الذي يخشى عليه من الاندثار بسبب عدم توثيق الكثير من ألحانه وقصائده حيث يقتصر أداء فنانيه على جزء بسيط منه، كما انحسر حضوره اجتماعياً وثقافياً إلا بين نخبة من الفنانين والدارسين.

في هذا السياق، انطلقت "الأيام الوطنية لنزهة الملحون" مساء أمس الخميس في مدينة سلا وتتواصل حتى السادس من الشهر الجاري، بتنظيم من "جمعية إدريس بن المامون للبحث والإبداع" ووزارة الثقافة، والتي تهدف إلى "ترسيخ تقليد سنوي يراهن على تطوير أداء قصيدة الملحون موازاة مع البحث في جوانبه البلاغية والتقنية والموسيقية"، بحسب المنظّمين.

تحت شعار "سلا مركز إشعاع ثقافي متجدد"، تكرّم الدورة الحالية الباحث والمؤرخ المغربي عباس الجراري (1937) الذي وضع "معجم مصطلحات الملحون الفنية" عام 1978، من خلال ندوة فكرية تناقش أبرز مؤلّفاته العديدة في الموسيقى والأدب مثل "القصيدة: الزجل في المغرب"، و"موشحات مغربية"، و"فنية التعبير في شعر ابن زيدون"، و"ثقافة الصحراء"، و"في الإبداع الشعبي"، و"الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه".

كما يفتتح معرض في "مؤسسة أبو بكر القادري للفكر والثقافة" في المدينة يتضمّن كتب ودراسات الجراري وصور ووثائق تمثّل جانباً من أبحاثه الممتدة لأكثر من أربعة عقود، وتقام ورشة تدريبة بعنوان "طرق الإنشاد في فن الملحون".

تنشر الجمعية الأوراق المشاركة كلّ عام في كتاب يوزّع في الدورة التالية، حيث أصدرت هذه السنة كتاباً بعنوان "سلا.. مدينة الملحون" وثّق لعدد من القصائد، منها "زين الصورة"، و"المرسول"، و"الشمعة"، و"المحبوب أو التيهان"، و"الطبيب عارف دايا والعلاج سومة غالي"، و"يا علي شوف جبال الغرب".

وعند السادسة من مساء اليوم الجمعة، يقام حفل يشارك فيه كلّ من الفنانين عبد الهادي بنغانم وفرقته "العيساوية السلاوية، ونزهة فارس، ومحمد العلمي، ونعيمة الظاهري، الذي يؤدون عدداً من المدائح والأناشيد.

المساهمون