أصبحت الحكاية مادة أساسية لتأثيث العديد من التظاهرات الثقافية في البلدان العربية مؤخراً، ومنها تونس، ضمن السعي لحفظ التراث اللامادي، مثل "مهرجان الحكاية" في صفاقس، ومهرجانيْ "فن الحكاية" في تونس العاصمة والمنستير، و"حكايات البحر" في الهوارية.
في هذا السياق، تتواصل فعاليات الدورة التاسعة عشر من "أيام الفداوي" في قصر الرباط في سوسة حتى الرابع من الشهر المقبل، والتي افتتحت الجمعة الماضي، بتنظيم من "جمعية أحباء المكتبة والكتّاب" في المدينة تحت شعار "الحكاية والصورة".
تأخذ التظاهرة تسميتها من مفردة "الحكواتي" في الدارجة التونسية، وقد تأسّست عام 1999 وتنظّم في عدّة فضاءات مثل المؤسسات التربوية والسجون والمستشفيات والمؤسسات الثقافية العامة والخاصة والمناطق الريفية التي لا تتوفّر على فضاءات ثقافية والمعالم الأثرية والمدينة العتيقة.
يتضمّن البرنامج "عروض للحكواتي التقليدي، وعروض للحكواتي المعاصر، وعروض قياسية في الحكي، وندوات حول الثراث الشفوي، وورشات حول فن الحكي، وورشات تفاعلية تطرح إشكاليات نظرية وعملية، ومعارض حول الخيال والمخيال"، وفق بيان المنظّمين.
تنتظم أنشطة الدورة الحالية ضمن البرنامج الوطني "مدن الفنون"، وتشتمل على ورشة حول الحكاية المصوّرة يتولى خلالها الأطفال إنجاز رسوم لحكايات، وعدداً من المعارض مثل معرض "رسوم من الخيال" للفنان مرسي المستيري الذي يقام في "المركز الثقافي"، إلى جانب معرض صور لبعض الدورات السابقة لأيام الفداوي ومعرض جماعي للفنون التشكيلية بعنوان "من وحي الذاكرة".
كما تقام ندوة في يوم الختام تناقش "علاقة كتاب الطفل واليافعين بالصورة" وذلك من خلال جلسات يشارك فيها أكاديميون وباحثون من تونس والجزائر ومصر والسعودية وفرنسا.
تشتمل الجلسة الأولى ورقة بعنوان "الصورة، من عناصر التخييل في كتاب الطفل" لـ نافلة ذهب، و"أيّ كتاب وأيّ رسوم في زمن الرقمنة" لـ كريمة بن سعد، و"تجليات الصورة الرقمية في عصر العولمة كمقاربة في علاقة الطفل بالصورة" لـ كريم عبد الكريم، و"شهادة الفنان المصور" لـ إميلي باتان، و"شهادة الحكواتي" لـ نعيمة محايلية.
وتتضمّن الجلسة الثانية ورقة بعنوان "كتب الأطفال اللغة الرسم والمعنى" لـ أروى خميس، و"من الخرافة إلى الابتكار البيداغوجي بالصورة" لـ فاتن بنعبد اللّه، و"الحكايا منَ المَلفوظ المُتخيّل إلَى المَرْسُوم المُدَوَّن دِعَامَة لصَقل شَخصِيَّة الطّفل" لـ عواطف منصور، و"النصوص السردية التي يكتبها الكبار للأطفال والقصص التي يروي" لـ عبد الحميد بوراوي.