"أيام التراث السكندري": نوستالجيا زمن التعدّد

تتعدد محاولات استعادة "الزمن الجميل" الذي عاشته مصر في القرن التاسع العشر وصولاً إلى انتهاء العهد الملكي بحلول عام 1952، لكن يظّل ماضي الإسكندرية الأكثر استرجاعاً مقارنة ببقية المدن، لكونها تجسّد حاضرة كوزموبوليتية انصهرت فيها مكوّنات ثقافية وإثنية متنوّعة.

يتشارك في الحنين إلى الماضي مؤسسات رسمية تسعى إلى الإيحاء أن الدولة المصرية الحديثة هي امتداد لتلك الحقبة بشكل أو بآخر، وكذلك بعض النخب التي تهرب إلى فضاء افتراضي يمثّل الحرية والانفتاح، ما يكرّس عزلتها عن الراهن.

في هذا السياق، تنطلق عند الثامنة من مساء بعدٍ غدٍ الجمعة الدورة العاشرة من "أيام التراث السكندري" التي تتواصل حتى السابع عشر من الشهر الجاري، وتتوزّع فعالياتها على عدد من فضاءات المدينة مثل حدائق المنتزه ومتحف الفنون الجميلة ومكتبة الإسكندرية وفندق أمون وجامعة سنجور الدولية وسفارات ومراكز ثقافية أجنبية.

تُفتَتح عدّة معارض توثيقية منها "الإسكندرية فى العصور الكلاسيكية: سقوط الإسكندرية وصعود روما" للفنان والمعماري محمود سعيد الذي يستعيد الشخصيات المؤثرة التي لعبت دوراً مهماً في الحياة العلمية والثقافية عند سقوط الدولة الهلنستية وتأسيس الإمبراطورية الرومانية.

ويلقي الباحث إسلام عاصم محاضرة بعنوان "عصا المارشالية من الملكية للجمهورية - كنوز من متاحف مصر" الثلاثاء المقبل، يتحدّث خلالها عن العصا التي حملها عدد من حكّام مصر مثل فؤاد الأول وفاروق والرئيس محمد أنور السادات، مستعرضاً أسرارها وملابسات اقتنائها ومدلولات الظهور بها.

ويُقام معرض بعنوان "أكشاك بيع جرائد الإسكندرية والقنال"، يضمّ وثائق وصوراً لأكثر من 700 جريدة منذ عام 1798 إلى اليوم، ويركز على النماذج الأصلية والوسائط المتعددة لمطبوعات الإسكندرية، والشخصيات التي أدارتها أو ساهمت فيها، كما يستعرض الصحافة المطبوعة باللغة الفرنسية في مدن قناة السويس، وكذلك الشهادات الشفهية للمصريين والفرنسيين واليونانيين الذي عاشوا فيها.

يُعرض أيضاً الفيلم الوثائقي "إسكندرية الطليان" للمخرجيْن أسامة محرم ونديم كنواتي اللذين يتناولان فيه الطابع المعماري الإيطالي للمدينة منذ عهد محمد علي باشا، وحضور الفنانين والمبدعين الإيطاليين فيها.

كما تشتمل الأيام على محاضرة بعنوان "آخر أخبار الخط العربي في الإسكندرية" لـ محمد حسن، و"حجر رشيد.. نظرة على تراث المنافسة" لـ أحمد منصور، و"سيكو نورييه وناصر: زمن من التاريخ المشترك" لـ أبو بكر دياللو، و"يونانيو مصر" لـ أيمن عثمان، ومعرض صور بعنوان "أصوات المدينة" للفوتوغرافية" سارة زهير.