"أولاد عمار" ما زالوا يخيفون التلفزيون التونسي؟

19 يناير 2016
المدونة التونسية لينا بن مهني (Getty)
+ الخط -
عندما أخرج التونسي الشاب نصرالدين بن معاطي فيلمه "أولاد عمار" سنة 2013 أراد تسليط الضوء على دور المدونين التونسيين في نجاح الثورة التونسية، ونضالهم الافتراضي من أجل رفع أصواتهم والتعبير عن تطلعهم إلى الحرية رغم كل التضييق الذي تعرضوا له. 

التضييق الذي كان بطله "عمار 404" وهو التسمية التونسية لرسالة http 404 التي تظهر عند حجب أي موقع خلال عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. هكذا أصبحت "عمار 404" كنية الشخص المسؤول عن حجب المواقع على الانترنت خلال عهد بن علي.

في فيلمه "أولاد عمار" حاول بن معاطي من خلال شهادات عدد من المدونين التونسيين التعرض إلى ظاهرة "الحجب" لعدد من المدونات والمواقع التى كان يعتبرها النظام آنذاك معادية لتوجهاته ولا تخدم مصالحه.

حتى أن المدونين فى تونس ومنهم لينا بن مهني وياسين العياري وفاطمة الرياحي وسليم عمامو، نظموا في كانون الثاني/يناير 2011 فى أوج التحركات الشعبية بتونس، تظاهرة "نهار على عمار" ( يوم سيئ لعمار) لينددوا بالرقابة المفروضة على الإنترنت حينها، وقد تعرض بعضهم إلى الإيقاف وتمّ الاعتداء على بعضهم الآخر.

الفيلم أراده مخرجه توثيقاً لعمليات الحجب والمنع التي كان يتعرض لها الناشطون الإلكترونيون في تونس، وهو مقاربة سينمائية للبحث في المقاومة التونسية للاستبداد من خلال الشبكات الاجتماعية والمدونات وكل الفضاءات الافتراضية الأخرى.

فيلم "أولاد عمار" عرض أخيراً على القناة الوطنية الثانية (قناة رسمية) في برنامج "الحياة فيلم" الذي يبث ليلة كل جمعة، لكنه تعرض إلى رقابة وفقاً لمخرجه نصر الدين بن معاطي، إذ تم حذف أجزاء كبيرة من الفيلم دون تقديم تبرير معقول لمخرجه.

رغم أنه تمّ الاتفاق فقط على حجب بعض الكلمات النابية، التي قد يصعب عرضها فى تلفزيون رسمي، أعرب المخرج عن استيائه مما حصل، معتبراً ذلك علامة على أن سياسة الرقابة والحجب والمنع ما تزال متواصلة فى تونس رغم مرور خمس سنوات على الثورة التونسية.

يذكر أن الفيلم عرض سنة 2013 فى عدد من القاعات السينمائية في تونس، دون أن يتعرض إلى حذف أو رقابة، كما تمّ عرضه على القناة المغربية الثانية، دون أن يتدخل الرقيب فى أي جزء منه.

اقرأ أيضاً: سفيان ونذير... الحقيقة القاتلة أم لعبة استخباراتية؟

دلالات
المساهمون