المعرض الذي انطلق عام 2015 تجّول في مدن عدّة حول العالم منها: لندن وإسطنبول ونيويورك ولوس أنجليس وبرلين والكويت ومسقط والقاهرة، ويحتوي مجسّمات لمجموعة من الاختراعات ورسوم وشروحات لعدد من النظريات منذ القرن السابع الميلادي وحتى ألف عام بعده، إلى جانب عروض فيديو تفاعلية توضّح كيفية الوصول إلى تلك المكتشفات.
تواجهك عند دخول القاعة خريطة وضعها الجغرافي والمؤرّخ محمد الإدريسي (1099 – 1160) بناء على طلب الملك الصقلي روجر الثاني، والتي تبيّن مدن العالم القديم حينها حيث رسمت حينها على مخطوط تجاوز سبعين متراً، وتبدو مقلوبة الاتجاهات لأن العرب كان يضعون الجنوب في أعلى الخرائط والشمال في أسفلها.
كما يُعرض فيلم "مكتبة الأسرار" (2010) لمخرجه آلان ديكنيز ويؤدي شخصيته الرئيسة الممثّل الإنكليزي بن كنغسلي، حيث يروي خلال ثلاث عشرة دقيقة تاريخ الحضارة الإسلامية مفتتحاً حديثه أمام عدد من الطلبة بتصحيح مصطلح "العصور المظلمة" الذي استخدمه الأوروبيون على نحو مغرلوط، ويؤدي شخصية بديع الزمان الجزري (1136 – 1206)، الذي اخترع عدداً من الآلات الميكانكية.
في جناح المستشفى، تُعرض مساهمات الطبيب الأندلسي أبو القاسم الزهراوي (936 – 1013) الذي قام بإجراء عمليات جراحية كبرى بالاعتماد على 200 أداة صمّمها بنفسه وظلّت تُستخدم لخمسمئة سنة تلت، وقد جمع معارفه وخبراته في أكثر من ثلاثين مجلّداً تضمّ تركيب الأدوية التي استعملها وتشخيصاته للعلل والأمراض بخمس لغات.
أما جناح الكون، فيعرض مساهمات العلماء المسلمين في حقل الفلك ومن بينهم مريم العجلية الملقبّة بـ"الإسطرلابية"، التي عاشت في القرن العاشر الميلادي حيث استطاعات تطوير آلة الاسطرلاب ليصبح أكثر دقة في تحديد النجوم ومواقيت حركتها، إضافة إلى مساهمتها في علوم الرياضيات.
يلقي المعرض الضوء أيضاً على الحسن بن الهيثم (965 – 1040) في جناخ خاص يقدّم آثاره التي تتعدّدت في مجالات مختلفة، حيث استطاع تكبير العدسات ووضع نظرية للانعكاسات البصرية وتفصيل آلية الإبصار عند الإنسان والتي ساهمت في اختراع الكاميرا لاحقاً.