"ألغام الموت" تُعطل استصلاح الأراضي الزراعية في حدود غزة

09 نوفمبر 2014
أتلفت وزارة الداخلية الفلسطينية نحو 10 أطنان من المخلفات(أرشيف/getty)
+ الخط -

بخطوات مدروسة، يحرك المزارع الغزي مسعود حمادة (56 عاما) قدميه أثناء عمله في أرضه؛ قرب الحدود بين جنوبي قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، فحركة واحدة قد يدوس فيها على لغم من مخلفات الجيش الإسرائيلي إبان حربه الأخيرة على القطاع، ستكون كفيلة بأن تفقده حياته أو إصابته كما حصل مع زملاء له قبل أيام.

ويحاول الفلسطيني حمادة أن يتخلص من الأجسام المشبوهة والقنابل التي لم تنفجر، بمساعدة وحدة هندسة المتفجرات في وزارة الداخلية الفلسطينية، ليعود لزراعة أرضه، التي تعد مصدر رزقه الوحيد، بشكل آمن.

وشن الاحتلال الإسرائيلي حربا على قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز الماضي استمرت 51 يوما متواصلا، وأسفرت عن استشهاد 2150 فلسطينيا، وإصابة نحو 11 آلفا آخرين معظمهم من المدنيين، كما دمر تسعة آلاف منزل بشكل كامل، وثمانية آلاف منزل جزئيا، وفق إحصائيات رسمية فلسطينية.


ويقول المزارع حمادة لـ "العربي الجديد"، إن خوفي من وجود ألغام أو قذائف أو قنابل لم تنفجر من مخلفات الجيش الإسرائيلي، يمنعني من استصلاح أرضي التي أتلفت الدبابات الإسرائيلية كافة أشجارها بسهولة، فربما تنفجر هذه الأجسام وتتسبب بفقداني لحياتي في أي لحظة".

ويضيف حمادة، الذي يمتلك أرضا تقع قرب السياج الفاصل بين مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة والأراضي المحتلة: "كانت الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية تتمركز في أرضي التي تمتد مساحتها لثلاثة دونمات، وبعد انسحابها خلفت وراءها عشرات القذائف التي تمكنت وحدة هندسة المتفجرات من إتلاف جزء منها، وبقي الجزء الأكبر مدفوناً تحت الأرض".

ويعرب عن أمله في أن يتخلص من "ألغام الموت" التي تقبع في أرضه ليعود، ويعمل بها بشكل طبيعي ليتمكن من تلبية احتياجات أفراد أسرته السبعة.

أما الفلسطيني، خالد الشيخ خليل (40 عاما) فيخشى التوجه إلى أرضه لمحاولة استصلاحها منذ انتهاء الحرب.

ويقول الشيخ خليل الذي يمتلك أرضا تبلغ مساحتها (1.5 دونم) وتقع قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة، "أرضي هي المصدر الوحيد لرزقي، ويجب أن أعيد زراعتها قبل أن يحل موسم الشتاء لأتمكن من حصاد المحصول في الربيع القادم، ولكن مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي تمنعني من ذلك".

ويشير إلى أنه منذ انتهاء الحرب عثرت "هندسة المتفجرات" داخل أرضه على أكثر من 20 قذيفة وقنبلة وصاروخ، خلفها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي ولم تنفجر، معربا عن خشيته من وجود المزيد من هذه القنابل تحت التربة.

ويوضح أنه خسر مبالغ مالية تقدر بخمسة آلاف دولار، جراء إتلاف الآليات العسكرية الإسرائيلية لمحصوله خلال الحرب، وسترتفع خسائره بشكل مضاعف بسبب عدم زراعته للأرض من جديد.

وقال الناطق باسم جهاز الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، أيمن البطنيجي، إن هندسة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية أتلفت عشرة أطنان من المفرقعات التي خلفها جيش الاحتلال.

وأشار البطنيجي في مقابلة مع "العربي الجديد" إلى أن إدارة هندسة المتفجرات أجرت عمليات مسح وتأمين للأراضي الزراعية في جنوب القطاع، وعثرت على كميات كبيرة من القذائف والصواريخ والقنابل.

وأكد أنه تم إتلاف جميع القذائف والمتفجرات والصواريخ التي تم العثور عليها في أنحاء القطاع؛ حرصا على حياة المواطنين.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في بيان في أغسطس/آب الماضي، أنه نقل لقواته التي شاركت في الحرب على قطاع غزة 4.8 مليون طلقة للأسلحة الخفيفة والرشاشات، و43 ألف قذيفة مدفعية و39 ألف قذيفة دبابة.

واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون نتيجة المتفجرات التي خلفها جيش الاحتلال، وفي العادة لا يبلّغ الجيش الفلسطينيين بأماكن مخلفاته لكي يزيلوها.
المساهمون