يشير الدارسون إلى إصدار نابليون إلى ثلاث صحف مصرية؛ اثنتين بالفرنسية وثالثة بالعربية، من الإسكندرية، ورغم توقّفها بعد اندحار حملته إلا أن المدينة شهدت ولادة جرائد عديدة طيلة القرن التاسع عشر تجاوزت في ذروتها سبعون مطبوعة يومية وأسبوعية وشهرية خلال الفترة نفسها بلغات عدّة.
كان لتلك الصحافة دورها البارز في متابعة نشاطات الحاضرة التي بقيت من أكثر المدن تعدّداً وتنوّعاً نظراً لاختلاط سكّانها الوافدين الذين يمثّلون جميع ثقافات البحر الأبيض المتوسط، وخاصة حين خاضت نخبها معارك شرسة ضد سلطات الاحتلال البريطاني الذي أهمل التعليم والمؤسسات الرسمية وإدارة الخدمات العامة.
"أكشاك بيع جرائد الإسكندرية والقنال" عنوان المعرض الذي يفتتح عند السابعة من مساء الأحد المقبل، العاشر من الشهر الجاري، في "المعهد الفرنسي" في الإسكندرية، الذي يتواصل حتى الخامس عشر منه، ويضمّ وثائق وصور لأكثر من 700 جريدة منذ عام 1798 إلى يومنا هذا.
الفعالية ينظّمها "مركز الدراسات السكندرية" الذي يطوّر برنامجاً مخصّصاً لتجميع وتوثيق ورقمنة وتنمية الصحف المصرية المطبوعة باللغة الفرنسية، التي برزت خلال حقبة ماضية في مجالات الثقافة، والسيارات والجرائد والمجلات.
يركز المعرض على النماذج الأصلية والوسائط المتعددة على الجرائد والمجات المطبوعة في الإسكندرية، وعلى الشخصيات التي أدارت تلك الجرائد او ساهمت فيها، خلال فترات مهمة، كما يستعرض الصحافة المطبوعة باللغة الفرنسية في مدن قناة السويس، وكذلك الشهادات الشفهية للمصريين والفرنسيين واليونانيين الذي عاشوا فيها.
كما يقدّم صورة شاملة حول مظاهر الحياة العامة في المدينة، ومصر عموماً، سواء المتعلقة باحتجاجات العمال وإضراباتهم في عدد من المصانع والشركات، أو مباريات كرة القدم التي شارك فيها المنتخب المصري، أحد أوائل المنتخبات المشكّلة في العالم، أو الأزمات والمشاكل التي تسبّبت بها أحداث كبرى مثل الحربين العالميتيْن، أو آخر أخبار العائلات الثرية التي كانت مثار متابعة واهتمام شديدين.
من بين تلك الصحف: "المونيتور" التي أسسها كاميل توريس عام 1833 للدفاع عن سياسات محمد علي باشا واستمرت لعام واحد، و"منارة الإسكندرية" التي تأسّست سنة 1843 وتوقّفت نهائياً بحلول عام 1925، و"النيل" التي صدر عددها الأول عام 1866 وأقفلت سنة 1874.