حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، العاملة في جنوب السودان، من ارتفاع حالات الإصابة بمرض الملاريا في ولايات شمال بحر الغزال (شمال غرب)، واراب (وسط)، وغرب الاستوائية (غرب) إلى جانب منطقة أبيي.
ودعت المنظمة الدولية، غير الحكومية، في بيان لها، اليوم الجمعة، إلى زيادة إمدادات العلاج لمرضى الملاريا في المناطق المذكورة، مشيرة إلى أنه مع بداية فصل الخريف في كل عام تزداد حالات الإصابة بالملاريا نتيجة لتوالد البعوض وركود مياه الأمطار.
وقالت المنظمة، في بيانها، إنّ "هذا العام شهد ارتفاعاً في حالات الإصابة بمرض الملاريا في مناطق بولايات شمال بحر الغزال، واراب، غرب الاستوائية وأبيي عن العام الماضي، نتيجةً للأمطار الغزيرة ونقص الأدوية اللازمة للعلاج في بعض المستشفيات".
وفيما لم يوضح البيان نسبة الزيادة أشار إلى أن المنظمة أخضعت نحو 60 ألف مريض للعلاج في المناطق المذكورة.
وفي ذات السياّق، قال منسق برنامج منظمة أطباء بلا حدود بولاية شمال بحر الغزال، رينيه مادرول، إنّ المنظمة لا تسطيع تغطية كافة الاحتياجات لعلاج المرضى في المناطق التي ينتشر فيها المرض.
وأوضح أن بعض المرضى يتوفون في الوقت الذي يمكن فيه إنقاذ حياتهم بسهولة إذا تلقوا فرصة للعلاج في وقت مبكر.
وحذّر مادرول من أن مرض الملاريا بات المسبب الأول في موت الأمهات أثناء الولادة بمدينة أويل عاصمة شمال بحر الغزال خلال فصل الخريف.
ويشكل مرض الملاريا المهدد الرئيسي لحياة المواطنين في جنوب السودان نسبة لانعدام الفرق الطبية المتخصصة ونقص الأدوية والنزاعات المسلّحة التي تعرقل عمل الفرق الطبية.
والملاريا مرض فتاك تسبّبه طفيليات تنتقل إلى البشر من خلال لدغات البعوض الحامل لها، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الملاريا بلغ 219 مليون حالة في عام 2010، وأنه أودى بحياة 660 ألف شخص في العام نفسه.
ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأوّل 2013، تشهد جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلّحين مناوئين لها تابعين لرياك مشار النائب السابق للرئيس الذي يتهمه الرئيس سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكرياً، وهو ما ينفيه الأوّل.