أعلنت الرئيسة الدولية لمنظمة "أطباء بلا حدود" الطبيبة جوان ليو إن "الأزمة السورية تمثل نموذج صعوبة التدخل من ناحية إيصال المساعدات الغذائية والطبية والبضائع إلى المدنيين، خصوصاً مع وجود نحو 1.5 مليون سوري يعيشون تحت الحصار".
وأشارت ليو إلى "استهداف 63 من أصل 153 منشأة طبية تديرها المنظمة في سورية، ما أدى إلى حرمان نحو 40 ألف شخص من العناية الطبية الأساسية".
حديث المسؤولة الدولية أتى خلال ندوة "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية" في الجامعة الأميركية في بيروت، بعنوان "أطباء على الجبهات الأماميّة: التحديات الإنسانية الطبية في المنطقة"، تناولت فيها صعوبات العمل في مناطق النزاعات كسورية واليمن.
وأوضحت "لم نُعطَ الحق بالعمل في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية، كما بتنا نعتبر المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) غير آمنة للعمل بعد خطف أحد فرقنا"، لافتة إلى أن الأزمة السورية "فرضت على المنظمة التأقلم مع نموذج غير مسبوق يتمثل بتقديم الدعم الطبي غير المباشر للشبكات الطبية في سورية، بما في ذلك المناطق المحاصرة من خلال شبكة من العلاقات التي قامت أحياناً على علاقات شخصية بين الأطباء أنفسهم بُنيت على الثقة منذ عام 2011".
اقرأ أيضاً: أطباء بلا حدود: ثلث الضحايا بسورية هم نساء وأطفال
كما عددت رئيسة المنظمة مجموعة عقبات في اليمن تحول دون إتمام مهمتها الإنسانية "إذ شهدت الأشهر الخمسة الماضية تفجير مستشفيين وعيادة متنقلة تابعة للمنظمة، كما قتل أحد سائقي سيارات الإسعاف".
وأكدت ليو أن المنظمة الدولية "عاشت يوماً أسود في أفغانستان، حين استهدفت القوات الأميركية مستشفى في منطقة قندوز النائية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحوّلته إلى حطام، على مدار ساعة على الرغم من النداءات المتكررة بأن المكان هو مستشفى".
وحمّلت ليو المجتمع الدولي مسؤولية تراجع عمل أطباء بلا حدود لأن "أربعة من أصل خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن هم أعضاء في التحالفات العسكرية التي تنفذ ضربات جوية استهدفت المستشفيات التي تديرها منظمتنا في مناطق النزاع وتحديداً سورية واليمن وأفغانستان".
وقاربت ليو تداعيات هذه الاستهدافات على حركات الهجرة البشرية، وعلى تزايد القلق الأمني في أوروبا، قبل أن تختم كلمتها برفض المنطق القائل بأن "الأمن القومي فوق الجميع، لأنه يعني أنّ المساعدات الإنسانية مرحب بها فقط حين تخدم مصالح الأمن القومي، ولكنّها تُمنع، لا بل تُهاجم وتصبح هدفاً عسكرياً حين تعارض توجّهاته، ما يؤدّي إلى استخدام الأمن القومي كعذر لتبرير الانتهاكات الصارخة لقوانين الحرب. أما المرضى، فيتم التغاضي عن مصيرهم في سياق السرديات المناهضة للإرهاب".
وتلا كلمة ليو مداخلات من قبل الدكتور غسان أبو ستة، الدكتور فؤاد فؤاد، الدكتور عمر الديواشي، والدكتور شادي صالح، ومن ثم جلسة حوار مع جمهور المهتمين من أكاديميين وصحافيين وناشطين في المجال الطبي.
اقرأ أيضاً: أطباء بلا حدود: ثلث الضحايا بسورية هم نساء وأطفال