"آيفون 7": هل ينجح في تعويض خسائر "آبل"؟

10 يونيو 2016
تهدف الشركة لاستقطاب مستهلكين أكثر (Getty)
+ الخط -
كثيرة هي التكهنات حول مزايا هاتف "آبل" المقبل والذي سيصدر تحت اسم "آيفون 7". في البداية، وكما في كل عام، ستطرح الشركة جهازين جديدين وهما آيفون 7 وآيفون 7 بلاس. الأمر حتمي بسبب النجاح الساحق الذي حقّقه الهاتف بنسخة بلاس عند محبّي الشاشات الكبيرة، خصوصاً نسخة "آيفون 6 بلاس". وذكر مؤشر نيكي، أنّ تغييرات كبيرة قادمة لأجهزة 
"آيفون"، لكن لم يشمل ما إذا كانت قادمة ضمن نسخة 7 أو 7S والتي تصدر عام 2017.

أولى التسريبات هذا العام هي تخلّي الشركة عن قابس صوت سماعات الأذن، الأمر الذي سيجعل الهاتف أقلّ سماكة بنسبة 1 مم تقريباً. الأمر رغم غرابته إلا أنّه ليس بعيداً عن أهداف شركة "آبل" والتي تسعى دائماً للتخفيف من سماكة الهاتف وجعل هيكله أكثر انسيابية، متانة وخفّة. سيدعم الجهاز بالطبع تقنية اللمس ثلاثي الأبعاد 3D TOUCH، مع إضافات طفيفة على اختصارات التطبيقات وذلك لتقليص صرف باقة البيانات على شبكات الهواتف بالإضافة لتقليص صرف طاقة البطارية.

أمّا عن التغييرات، فستطاول الكاميرا لتصبح بحسب مؤشر "نيكي" بدقة 18 ميغا بيكسل، مع احتمال احتواء الهاتف الجديد بنسخة بلاس على عدستين في الخلف لصور أكثر دقّة، إلى جانب تحسينات في ضوء الفلاش لصور أوضح في حال كانت الإضاءة خافتة. الهاتف وبحسب التسريبات سيكون مضاداً للمياه لا سيما أنّ معظم الهواتف الذكية أصبحت مقاومة للمياه. "آبل" اختبرت الأمر في "آيفون 6" والذي كان أكثر تحمّلاً للمياه من الأجيال السابقة، وأيضاً في ساعاتها الذكية والتي تتحمّل المياه وتبقى فعالة لمدة 34 دقيقة متواصلة تحت المياه.


ومن ضمن التحديثات، سماعات أذن عاملة بتقنية البلوتوث، وذلك إذا ما صدقت التوقعات بتخلّي الشركة عن قابس الصوت. وبالتالي، سيصبح قابس شحن الجهاز USB نوع C، والذي يؤمن سرعة في الشحن والذي يمكن استخدامه أيضاً للاستماع للموسيقى وحتى وصل الهاتف بالتلفاز وغيره من الأجهزة. هذا وقد اختبرت "آبل" قابس USB نوع C في آخر إصدارات ماك، والذي برهن عن سرعة فائقة في نقل البيانات، والشحن، وأضاف طبقة من الأمان عند تناقل المعلومات. وأخيراً، ستعمل شركة "آبل" على تمتين هواتفها الجديدة ضدّ الثني، لا سيما إذا صدقت توقعات تخفيض سماكة الهاتف بنسبة 1 انش، وخصوصاً بعد المشاكل التي واجهتها في نسخ "آيفون" 6 بلاس، والتي كانت سهلة الثني. 

إلى جانب هذه التحديثات، سيتغيّر شكل الجهاز قليلاً، يصبح أمتن ويتغيّر نوع الزجاج المستخدم بحسب التسريبات. لكن كثيرين يجدون هذه التحديثات ثانوية وبسيطة، لا سيما بعد أنّ تدنى مبيع أجهزة "آيفون" لأوّل مرة هذا العام.

ومن التحديثات المنتظرة أيضاً، بطارية أكبر أو بطارية بقوة أكبر، بعد أن كان عمر البطارية، طوال سنين، مصدر قلق دائم للشركة والمستخدمين. لذلك من المتوقع أن تتحسّن بطاريات أجهزة "آيفون"، لا سيما بعد أن شهدت أجهزة ماك تطوراً في بطارياتها، خصوصاً ماك بوك والذي تبقى بطاريته عاملة لمدة 9 ساعات تقريباً. ومن المتوقع أن يزيد عمر بطارية أجهزة بلاس ساعتين وساعة لأجهزة "آيفون 7".

في جانب آخر، سعت "آبل" طوال سنين لتطوير مواد صنع أجهزتها لإعادة تدويرها من خلال حملات كثيفة للإضاءة على موضوع اهتمامها بحماية البيئة. وآخر تلك المساعي، الروبوت الذي يستطيع فكّ جهاز "آيفون" بالكامل خلال 6 ثوان فقط. من خلال هذا الروبوت، أكّدت الشركة تمسّكها بالحفاظ على البيئة كعنصر أساسي لجذب المستخدمين وتأكيداً منها أنّ كل ما يُستخدم مصنوع بطاقة نظيفة وتحت شروط طبيعية للعمال والموظفين. لكن الأمر غريب بعض الشيء خصوصاً إذا ما نظرنا إلى أحدث الأجهزة المتوقع صدورها قريباً، وهو جهاز ماك. فمن من المقرر أن يكون الحاسوب الجديد أصغر وأقلّ سماكة من سابقه والذي كان بالأصل من أرفع الحواسب في العالم.

وبحسب التسريبات، فإن ماك الجديد رقيق جداً وأقل سماكة من الجيل السابق بإنش ونصف. إذاً، الأدوات المستخدمة في صنع جهاز "ماك" ستكون صغيرةً جداً، بحيث يُصبح أكثر صعوبة العمل على إعادة تدويرها. الأمر يعود الى الاستخدام المتزايد من قبل الشركات لمسامير الغراء، مما يجعل شاشاتها وأحشاءها أصعب للاستبدال أو إعادة الاستخدام لاحقاً.

الأمر نفسه ينطبق على عدد من البطاريات، والتي يستحيل إعادة استخدامها بسبب لصقها في الهيكل الخلفي للهاتف أو الحاسوب، والتي عند السعي لانتزاعها، غالباً ما تتلف. كلّ تلك الأجهزة الصغيرة في كثير من الأحيان، يمكن إعادة تدويرها من خلال عملية تسمى بالتمزيق، حيث يتم سحق كل أداة وصولاً إلى أصغر قطعة، مروراً بالمعادن والأجزاء الصغيرة. ولكن التمزيق هنا غير فعال، ويمكن أن يترك كثيراً من كتل الجهاز والتي غالباً ما تكون ملوثة وغير صالحة للاستعمال.

وبحسب التسريبات، فإنّ ماك الجديد يُظهر نوعاً من "حقن صب المعدن" والذي يعطي الجهاز قوة التحملّ والصلابة مع الركاكة غير المسبقة. وقد تمّ الأمر باستخدام مساحيق معدنية دقيقة، من قبل نفس الشركة الصانعة AMPHENOL والتي استخدمتها مايكروسوفت سابقاً.
هذا وقال "كايل ينز"، منشىء موقع iFixit لصحيفة هافينغتون بوست إنّ العملية شبه مستحيلة، فتفكيك هذه الأجهزة سيأخذ وقتاً طويلاً، ويتطلب الكثير من الحرارة لتكون قابلة للتطبيق بشكل عام خاصة على أسطح فظيعة لإعادة تدويرها لأنها مدمجة/ملصقة مع بعضها. وأضاف: "أتصور أن ماك الجديد يكون هو نفسه القديم، مع بعض التغييرات الإضافية في التصميم، والمشكلات الجديدة والصعبة هي إعادة التدوير نفسها".

وربما تكون تحديثات طفيفة على الهاتف كافية في حال كان سعر الهاتف الجديد بمتناول الجميع. فالسعر هو شيء جوهري يفكّر فيه أي مستخدم قبل شرائه لأي هاتف. وهذا ما اختبرته "آبل" عند إعادة طرحها لهواتف بشاشات صغيرة، تحديداً هاتف "آيفون" SE والذي كان هاتفاً تقليدياً لكن بأحدث الميزات وأهمّها وفي نفس الوقت بسعر مناسب للجميع.




المساهمون