الباليه المأخوذ عن رواية تحمل العنوان نفسه للروائي الروسي الشهير ليو تولستوي، اشتمل على فصلين، كل فصل مدّته خمسة وأربعون دقيقة، يعالج الصراع بين حالة الحب المتهوّرة والواجب في المجتمع الأرستقراطي المتزّمت في مدينة سان بطرسبرغ في ذلك الزمن.
جسّدت الممثّلة ليليا ليشوك دور آنا كارنينا، الشخصية الرئيسية في العمل، التي تهجر زوجها الكونت أليكسي كارينين (أداء أوليغ ماركوف غولدين)، حين تقع في هوى الضابط والكونت أيكسي فرونسكي (أداء إيغور سوبوتين)، فتتبع نداء قلبها، لكنها تظلّ ممزّقة بين الحب والسعادة الشخصية وبين الواجب والشرف الاجتماعي، ليصل العمل إلى نهايته بانتحار آنا في مشهد مأساوي رافقته موسيقى تشايكوفسكي الجنائزية.
عرض الباليه الذي صمّم رقصاته بوريس أيفمان عام 2005 لأربعة عشر معزوفة للموسيقار الروسي تشايكوفسكي، يُعبّر بلغة الجسد عن المشاعر المتناقضة، مع الحركة والتمثيل الصامت من خلال تبسيطه الحبكة المعقّدة للرواية والتشابكات الكثيرة بين مختلف الشخصيات.
وصف أيفمان العمل بقوله: "في هذه الرواية يغوص المؤلّف في أعماق العالم النفسي لـ آنا كارنينا، إلى جانب تقديم تفسير نفسيّ وعاطفيّ لشخصيتها وكل هذا أصبح خلاصة وجوهر تأمّلاتي في تصميم الرقصات المبنية على الرواية".
وأضاف: "شخصان كانا يعيشان في داخل آنا: من الخارج كانت إحدى سيدات المجتمع الراقي أمام زوجها كارينين وابنها والجميع من حولها، أما الأخرى فكانت امرأة غارقة في عالم العواطف".
وختم: "إن هذه الأسئلة كانت تلحّ على عقل تولستوي في زمانه، ونحن لا نستطيع تجنّب التفكير بها مراراً وتكراراً اليوم، ولكن الإجابات لا تزال بعيدة عنا كل البعد! وما يتبقّى هو فقط لهفتنا لإدراك ذواتنا، سواء في الحياة أو الموت".