ليس تغيير أنظمة ديكتاتورية تجذّرت في أجساد الوطن أمرا يسيرا، فالتغير قادم لجيل جديد ينشد أن يعيش في وطن آمن مستقل مدني، يكون فيه صوت الديمقراطية الحاكم الأوحد، والتغيير منشود بدون فواتير باهظة.
علينا جميعا أن ندرك أن زلزال الربيع العربي، على الرغم من تبعاته، إلا أنه يبقى السبيل الوحيد للخروج من طوق الديكتاتوريات والأنظمة المستبدة إلى فجر الحرية والمساواة والدولة المدنية.
هل يستطيع ترامب اجتياح أوروبا والعالم بفكرته القومية، ويكون وقوداً للأحزاب المتطرّفة، لتستمر في صعودها إلى الحكم أم تبقى الفكرة في أميركا، وتقوم معارضة قوية ترجع الأمور إلى حقيقة أنّ العالم يحتاج الى انفتاح أكبر، وليس إلى جدران وثقافة كراهية؟
إن السير في موجة الصراع السني/الشيعي يجعل من المنطقة أرضاً خصبة لكل الأطماع الإقليمية والدولية، والمتابع للشأن السوري يرى أن العالم كله يتدخل، ويشارك في الصراع، ويدعم الاصطفاف الطائفي الذي يكلف الوطن العربي عشرات السنين من عدم الإلتحاق بالأمم المتحضرة.
نحن نشهد فترة جديدة من تقسيم المقسم لعدد من الدول العربية، والتي عاشت عقوداً دولاً تتنوع فيها العرقيات والطوائف، لكن نظم الحكم الشمولية فجرت ثورات الربيع العربي، لتسارع النظم الديكتاتورية على إيقاد الفتن بين العرقيات والطوائف، محاولة لملمة انتفاضة الشباب.