في عالم "اللاخيارات" التي أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أنها لا تتوفر للغزيين وسط حرب التدمير الشامل التي تشنها إسرائيل منذ أسابيع عليهم، يجلس من كتب لهم النجاة من القنابل والقذائف والصواريخ تحت خيام من النايلون وليس حتى من القماش، يتنقلون للهروب من مكان إلى آخر معتقدين بأنه أكثر أماناً على عربات تجرها أحصنة وحمير...
وفي عالم "اللاخيارات" يندفع الغزيون لالتقاط المساعدات وسط فوضى كاملة ومن دون أي تنظيم، فالحصول على عبوة مياه أو أي شيء للتغذية بين الحشود هو الهدف الأهم بغض النظر عن الطريقة. ويقول لازاريني أيضاً إن "الغزيين لا يملكون الوقت"، في حين يعطي العالم بلا تردد وقتاً أطول وأطول للإسرائيليين لقتل الأبرياء، ويقبل زعمهم أن العمليات ما زالت لم تضمن السلام بالكامل لسكان أراضي الاحتلال. هذه أيضاً معادلة "اللاخيارات اليائسة"، فكيف يمكن أن تجلب إطالة أمد الحرب السلام؟ ألن تهدر هذه الحرب مزيداً من الدماء، وتحدث خراباً إضافياً لدرجة إبعاد السلام بالكامل عن أجيال وأجيال؟
إذا كان الغزيون يعيشون في واقع "اللاخيارات" حالياً فالعالم كله يعيش هذا الواقع، ولا يمكن بالتالي القول إن الغزيين لا يملكون الوقت وحدهم بل كل الناس، فانتصار الحرب على السلام مستمر، وبين الأدلة الحرب الروسية على أوكرانيا التي لم يوقفها أحد، وأيضاً معارك العسكر في السودان. وهذا الواقع لا يخدم العالم حالياً أو مستقبلاً.
(العربي الجديد)