هذا هو سر عبارة "الرابط في التعليق الأول"

16 ابريل 2016
(Getty)
+ الخط -
تعمد معظم الصفحات العربية إلى نشر روابط ترافق أخبارها، إلا أنها تضعها في التعليق الأول، عوضاً عن إرفاقها بالتدوينة بشكل مباشر، تليها جملة "اللينك في أول تعليق" أو "الرابط في أول تعليق"، ويتساءل كثر عن السبب الكامن خلف تلك الاستراتيجية.

الأمر ليس لعبة أو رغبة في لفت الانتباه بشكل عشوائي، بل هو جزء من حرب قوى بين الشركات التكنولوجية الكبرى ويتعلق بالكلمة السحرية: ألغوريثم.

"الألغوريثم" مجموعة معادلات ابتكرتها الشركات للقيام بمهمات معينة بشكل تلقائي، تعتمدها "غوغل" من أجل إبراز النتائج الأفضل على محرك البحث. أما على "فيسبوك" فله مهمة مختلفة، إذ أنه بسبب كثرة المنشورات، وضع "فيسبوك" ألغوريثم يعمل على تحديد ما الذي يظهر على جدرانكم حسب أولوياتكم واهتماماتكم وقرب صاحب المحتوى منكم.

أما عن سبب وضع الرابط في التعليق الأول، الأمر متعلق بالحرب بين "غوغل" و"فيسبوك"، حيث تحاول الشركتان السيطرة الكاملة على السوق، وقد أطلق "فيسبوك" محرك بحث "فيسبوك غراف ريسرش" للبحث عن المحتوى على الإنترنت، فيما أطلق "غوغل" "غوغل بلس" للقضاء على "فيسبوك"، وعاد "فيسبوك" ليدشّن خدمة الفيديو للقضاء على "يوتيوب"، التابع لـ"غوغل"، ونجح "فيسبوك" في تجاوز عدد المشاهدات في "يويتوب" لأول مرة في تاريخه.

وفي إطار هذه الحرب يعمل "فيسبوك" على التلاعب بالألغوريثم، فلعلكم لاحظتم أن الفيديو المنشور من رابط "يويتوب" يشاهد مرات أقل بكثير مما إذا قمتم بتحميله مباشرة من "فيسبوك"، فيقوم الأخير بالترويج لفيديوهاته محاولاً سحق منافسه لتقليل وصول فيديوهات الأخير إلى الجمهور.


لذا تعمد الصفحات على الترويج لروابط معينة في تعليقات تلي المنشور نفسه، وباتت هذه هي القاعدة العامة: تشرح محتوى الفيديو ثم تضعه في التعليق الأول.

ومن ثغرات ألغوريثم "فيسبوك" قيامه بالترويج للمحتوى حسب درجة التفاعل معه، وإن حصل الفيديو المنشور في التعليق الأول مثلاً على عدد كبير من التعليقات والتفاعل والإعجابات، سيقوم "فيسبوك" بالترويج له بشكل تلقائي.

المساهمون