ليلة الأبطال.."اندفاع فينجر" و "بسالة الإغريق" و "حلم بواش"

17 سبتمبر 2014
ليلة الأبطال (العربي الجديد)
+ الخط -

"ما زلت أحلم بذات الأذنين، البطولة الأوروبية التي تستهوي الجميع بنشيدها الشهير، ومبارياتها المشتعلة،" هكذا يقول زلاتان إبراهيموفيتش، في وصف دوري أبطال أوروبا، الحدث الذي ينتظره جميع عشاق المستديرة كل عام، ويقارن بعضٌ بينها وبين كأس العالم في القوة والإثارة والشعبية.

لذلك مع عودة الأبطال من جديد، كانت هناك مباريات عدة مميزة، مفاجآت في بعضها، ونتائج متوقعة في بعضها الآخر، ومع تفوق "دورتموند" الواضح على أرسنال، وسقوط وصيف البطل بغرابة، وتقدم دب روسي جديد نحو صراع العمالقة، تم إعلان بداية التشامبيونز ليج لهذا العام.

أرسنال في خبر كان
فاز "دورتموند" بكل سهولة على "آرسنال"، وفعل لاعبوه كل شيء خلال التسعين دقيقة، سيطرة طولاً وعرضاً. فرص بالجملة، سجلوا هدفين بكل أريحية، مع استسلام تام لنجوم "المدفعجية"، وكأن "أرسنال" في الدوري شيء، وفي دوري الأبطال شيء آخر مختلف تماماً.

تتلخص المباراة في الديناميكية، السرعة والتحرك من دون كرة لفريق "دورتموند"، وسوء التغطية والبطء الشديد في شغل المراكز عند فريق "أرسنال"، لذلك تحرر فريق كلوب في كل أرجاء الملعب، ونجحوا في ضرب دفاعات أرسنال من العمق وأسفل الأطراف فكان لهم الفوز في نهاية المباراة.

لعب أرسين فينجر بطريقة مندفعة هجوميّاً، 4-1-4-1 بوجود ارتكاز دفاعي واحد، أرتيتا أمام الدفاع وخلف الرباعي ويلشر، رامسي، أوزيل، سانشيز، فكانت هناك مساحات شاسعة بين الأظهر ولاعبي الأجنحة، خصوصاً في الجهة اليمنى أمام بيليرين ومسعود، مما أدى إلى ضرب الفريق اللندني أثناء التحولات.

فريق بقيمة "دورتموند" يضم مجموعة من اللاعبين أصحاب السرعة والانطلاق، خصوصاً الثنائي أوباميانج وميخيتريان، والصاروخ الإيطالي إيموبيلي، لذلك تألق الثلاثي في المنطقة الحمراء، أي المساحة الموجودة بين أرتيتا ورباعي الدفاع، ومن دون مساندة قوية من بقية لاعبي الوسط، ظهر الارتكاز الإسباني بشكل ضعيف، ووصل "دورتموند" إلى المرمى في أكثر من مناسبة، ليحقق فوزاً سهلاً للغاية، يضع علامة استفهام كبيرة عن مدى استعداد أرسنال للبطولة.

لا يفل الحديد إلا الحديد

فجر أولمبياكوس أول مفاجأة حقيقية في دوري الأبطال، أحفاد الإغريق يحققون فوزاً ثميناً أمام وصيف البطولة وبطل الدوري الإسباني، "أتليتكو مدريد" برفقة الشولو دييجو سيميوني. وعلى طريقة لا يفل الحديد إلا الحديد، استطاع ميتشيل، نجم ريال مدريد قديماً والمدير الفني الحالي لبطل اليونان، إيقاف "الروخي بلانكوس" من البداية وحتى النهاية.

لعب أولمبياكوس بفريق مدعم من بطولة الليجا، بوتيا وابيدال في الدفاع، وإبراهيم أفيلاي القادم من برشلونة، وأليخاندرو دومينجز، نجم فالنسيا السابق. ووضع أصحاب الأرض كامل تركيزهم على ضرب دفاعات "أتليتكو" من البداية، ومحاولة فتح الملعب وإجبار الضيف على الهجوم، لذلك كان افتتاح التسجيل هو الحل السحري الذي جعل ممثل اليونان في وضع أفضل طوال المباراة.

ضحى "أتليتكو" بنجوم كبار كدييجو كوستا وفيلبي لويس، وتعويضهم على المدى الطويل لن يكون أمر سهل، لذلك دفع الفريق ثمن توالي المباريات القوية في البطولة المحلية.

فاز الهنود الحمر بالسوبر ونجحوا في تكرار الانتصار أمام الريال في البرنابيو، لكن المسيرة توقفت بسبب صعوبة التألق المستمر في أكثر من بطولة وبمجموعة محدودة من اللاعبين، لذلك يجب على سيميوني وجهازه ضرورة المداورة خلال قادم المواعيد، حتى لا يسقط في فخ الإرهاق والنتائج السيئة في النهايات.

حلم بواش

أعلن فيلاس بواش عن نفسه مبكراً، ونجح فريقه في تحقيق انتصار مهم أمام بنفيكا، على أرض بطل البرتغال ووسط جماهيره، ليؤكد زينيت أنه لن يكون لقمة سائغة خلال مرحلة المجموعات، ومن الممكن أن يحلم بالصعود إلى ثُمن النهائي، بعد البداية المبشرة خارج الديار.

أخيراً، وجد المدرب البرتغالي الشاب ضالته في بعض الأسماء التي تناسب أسلوبه كثيراً، أعطى البلجيكي ويتسيل في المنتصف، قوة وديناميكية كبيرة للفريق الروسي، لاعب يتمتع بقدرة كبيرة على التسديد وأداء المهمات الهجومية، بالإضافة إلى وجوده الدفاعي الواضح، كذلك الثنائي شاتوف وهالك، القادران على التسديد من المسافات البعيدة، مع وجود المهاجم راندوم الذي يشغل المدافعين، ويقوم بدور المحطة الأولى في التسلم وتمرير الكرات إلى القادمين من الخلف.

يريد بواش تكرار تجربته الناجحة مع بورتو، وبعد محاولات فاشلة في ملاعب إنجلترا، تأتي فرصة جديدة للبرتغالي مع نادٍ بعيد كل البعد عن دائرة الضوء، وكأن الزمن عاد به إلى الوراء وأعطاه قبلة حياة جديدة، وهذه المرة لا أعذار في موسم بدأ بأكثر من إعصار.

المساهمون