في 2030 سنحتاج كوكبين كالأرض لسدّ احتياجاتنا

15 اغسطس 2015
لا يزال هناك وقت قبل نقطة اللاعودة (Getty)
+ الخط -
منذ 20 عاماً تقوم شركة "شبكة البصمة" العالمية بدراسات حول إنفاق الموارد الطبيعية غير القابلة للتجدّد، وتقيس سرعة "إنفاق" البشر لموارد كوكب الأرض. وفي كلّ عام ينفق البشر أكثر من قدرة الطبيعة على إعادة تجديد مواردها.

هناك "يوم التجاوز" وهو اليوم الفاصل، حين يكون الكوكب قد تجاوز قدرته على تجديد ما أنفقه في العام نفسه، أو على استيعاب كميات النفايات التي خلّفها سكّان الكوكب، أو انبعاثات الغازات السامّة والملوّثة، بحسب الدراسة التي نشرت مقالاً عنها جريدة "لوموند" الفرنسية.

هذا اليوم للعام 2015 كان 13 أغسطس/ آب، أي قبل يومين. على سبيل المثال كان هذا اليوم هو الأوّل من سبتمبر/ أيلول في العام 2005، وفي العام 1975 كان في نوفمبر/ تشرين الثاني. 

اقرأ أيضاً: قصة 6 تنبؤات فاشلة عن نهاية العالم

"رغم أنّ حساباتنا تقريبية، إلا أنّ تقدّم اليوم الفاصل يدلّ أن التجاوز بات مرتفعاً جداً، وأنّ الإنسانية تزيد من استهلاكها الموارد، وقد بات البشر مديونين للطبيعة"، يقول ماتيس فاكيرناغل، مؤسس المنظمة غير الحكومية التي تعمل على الدراسة. وبدءاً من "اليوم الفاصل" تدفع البشرية ديونها بالفعل من خلال اختفاء الغابات وانخفاض إمدادات المياه ونضوب الموارد المائية وتراكم النفايات وانبعاثات غاز الدفيئة...

تشرح الدراسة أنّ "صرف" الحساب الطبيعي يختلف من بلد إلى آخر، وأنّ هذا الاندفاع المتهوّر أسبابه كثيرة، منها النموّ السكّاني وارتفاع مستويات المعيشة في دول مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. فالصين تصرف 2.7 ممّا تجدّد، ومعدّل اليابان هو الأعلى مع 5.0 ومعدّل فرنسا من بين الأدنى، مع 1.4... 

اقرأ أيضاً: يا نساء العالم: الرجال سبب البرد في مكاتب العمل

وإذا استمرّ البشر في "الإنفاق" بالطريقة نفسها، فإنّه في العام 2030 سنحتاج إلى كوكبين لنسدّ حاجاتنا. وأمام هذه الأرقام المخيفة، فإنّ الدول الـ195 المشاركة في المفاوضات لإنقاذ المناخ يمكنها أن تعكس المنحنى التنازلي، من خلال تخفيض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون 30 في المئة على الأقلّ، فنعود في العام 2030 لندفع "اليوم الفاصل" إلى 16 سبتمبر بدلاً من 28 يونيو/ حزيران المتوقّع.  

مؤسّس شبكة "البصمة العالمية" ماتيس فاكيرناغل، يعتبر أنّ "الحكومات المعنية يجب أن تتحرّك فوراً لاستخدام الطاقة المتجدّدة والحدّ من استخدام اللحوم في نظامنا الغذائي، وكذلك تشجيع الناس على أن ينجبوا أطفالاً أقلّ، ورفع الدعم عن الوقود الأحفوري، كي نعيش في أحد الأيّام ضمن حدود قدرات كوكبنا". 

اقرأ أيضاً: ملتقى دولي للكاريكاتير يرسم بسمة توعية بقضايا البيئة والصحة
دلالات
المساهمون