جربة: أسئلة الصورة والأدب

بعد انقطاعٍ استمرّ خمس سنوات، يعود "ملتقى فريد غازي للأدب" إلى جزيرة جربة التونسية التي احتضنت فعالياته طيلة 24 عاماً، بأسئلة وهواجس جديدة.

انطلقت الدورة الـ 25 من التظاهرة الأدبية التي تنظّمها "دار الثقافة فريد غازي" بالتعاون مع جمعيات محليّة، أمس، وتستمرّ ثلاثة أيّام، تحت شعار "الصورة وأسئلتها"، بمشاركة قرابة عشرين كاتباً وباحثاً من تونس.

هذه هي الدورة الأولى منذ قيام الثورة التونسية في مثل هذا الشهر من 2011. يعترف مدير الملتقى، منّوبي زيود، أن ارتباط التظاهرة بالمناهج الدراسية الرسمية في نسخته السابقة "ضيّق مجال اشتغاله وجعل العمل روتينياً ومكرّراً طيلة 24 دورة"، مضيفاً أنه يسعى، في انطلاقته الجديدة إلى "طرق آفاق أرحب والانفتاح على بقية الفنون، وملامسة قضايا وتصوّرات جديدة".

يبدو الموضوع الذي اختير للدورة الجديدة متناغماً مع ذلك التوجّه؛ حيث جاء في الورقة العلمية للمتلقى، أن "الصورة في سياقنا الراهن لم تعد مجرّد أداة تواصل، وإنما هي جارية مجرى العالم التمثيلي الخلاّق. إنها، في وجودنا الحاضر، معبر لإنشاء ثقافة جديدة، تتحرّر من هيمنة نواميس الشفوي والمكتوب لإبداع انتقال نوعي في بناء العالم وتشكيل أسئلته".

على ضوء هذه الأسئلة، جاءت العديد من المحاضرات التي شملها برنامج التظاهرة. تضمّن اليوم الأول خمس محاضرات؛ هي: "صور التجلّي في ترجمان الأشواق لابن العربي" لـ محمد طرشونة، و"صورة الذات في أنواع من كتابات الأنا" لـ سلوى السعداوي"، و"ملاحظات في الصورة الأدبية" لـ المنصف الوهابي، و"من تجلّيات الحنين إلى الأصول في الشعر العربي القديم، صورة البادية كنمودج" لـ المنجي قلفاط، و"مخطوطة فريد غازي: الشابي والصورة" لـ شكري البوزيدي.

اشتمل اليوم الثاني على أربع مداخلات؛ هي: "من الصورة الى التخيّل" لـ كمال بن وناس، و"من العرض إلى الجوهر: قراءة في أسس الصورة ونظامها في الفن الإسلامي" لـ علي اللواتي، و"موقع الصورة في العالم المعاصر" لـ عفيفة الحاج حسن و"لصورة في الفنون التشكيلية، تجربة الرسام محمود السهيلي نموذجاً" لـ توفيق بكار، بينما يختتم الملتقى غداً بورشة تقدّمها الأكاديمية أنس كون حول "السينما والرواية".