تونس تحذّر من تداعيات فشل تجربتها الديموقراطية على المنطقة

27 فبراير 2014
+ الخط -

طالبت تونس، اليوم الأربعاء، بمزيد من المساعدة من شركائها الأوروبيين لإكمال عملية التحول الديموقراطي، محذرةً من تداعيات فشل التجربة الديموقراطية لديها على المنطقة العربية. وقال وزير الخارجية التونسي، منجي حمدي، خلال زيارة لباريس، للنهوض بالعلاقات الاقتصادية وطلب المساعدة في تعزيز الأمن لمكافحة المتشددين، إن بلاده "أنجزت عملاً نموذجياً في تقدمها نحو إجراء انتخابات بحلول نهاية العام، لكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم".

وأضاف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس: "نحن التونسيين قمنا بعملنا، ونحن الآن ننتظر من شركائنا أن يأتوا لمساعدتنا في إنجاز مهمتنا من أجل تحوّل ديموقراطي".

وتعرّضت تونس العام الماضي لأزمة فجّرها اغتيال اثنين من زعماء المعارضة، لكن القوى السياسية التونسية تمكنت من اعتماد دستور جديد في يناير/ كانون الثاني الماضي، وتخلت حركة النهضة عن منصب رئيس الوزراء، مفسحية السبيل لحكومة كفاءات تدير البلاد حتى إجراء الانتخابات.

وقال حمدي: "تونس ليست أقل أهمية من بلدان أخرى في أوروبا مثل اليونان أو أوكرانيا، ولذلك فمن مصلحة الجميع أن تنجح تونس في هذا التحوّل. ينبغي أن نضمن نجاح تونس لأنها لو لم تنجح فلن تنجح أي دولة عربية أخرى".

وتعرّضت فرنسا، الشريك الاقتصادي الرئيسي لتونس، لانتقادات شديدة من جانب التونسيين منذ عام 2011، لأنها بدت لامبالية طوال العملية الانتقالية. لكن المسؤولين الفرنسيين يقولون إن "باريس فضّلت عدم القيام بدور ظاهر لتفادي الاتهام بالتدخل في شؤون تونس الداخلية".

وزار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند تونس في يناير/ كانون الثاني الماضي لحضور حفل اعتماد الدستور، وهي خطوة قال دبلوماسيون إنها تعدّ من قبيل إبداء الثقة من جانب باريس.

وقال فابيوس: "إن كان هناك بلد يمكنه الخروج من الأزمة فهو تونس، ولذلك فنحن لا ندعمها بقلوبنا فحسب ولكن بعقولنا كذلك". وأضاف أنه سيقضي العطلات الصيفية في تونس، ليضرب مثلاً لآلاف السائحين الفرنسيين الذين امتنعوا عن زيارتها منذ ثورة 2011.

وقال دبلوماسيون فرنسيون إن باريس ستمضي قدماً في التعهد بتقديم 500 مليون يورو (645 مليون دولار) قروضاً ومنحاً لدعم تونس، وشطب 60 مليون يورو من ديونها تحوّل إلى مشروعات استثمارية.

واتفق الجانبان أيضاً على الإسراع بالإفراج عن أصول قيمتها ملايين الدولارات مجمدة في فرنسا منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بعد أن تعطل الافراج عنها بشكل متكرر.

ولفت فابيوس إلى أن الجانبين في مرحلة متقدمة من المحادثات لتزويد تونس بقطع غيار لطائرات الهليكوبتر التي تستخدم في محاربة المتشددين في منطقة جبل الشعانبي في جنوب البلاد.

وأشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن "تونس قلقة للغاية مما يحدث في ليبيا. ليبيا حسنة النية لكن الكتائب لا الحكومة هي التي تسيطر على الحدود". وشدد حمدي على أن لمعدات مثل طائرات الهليكوبتر ومناظير الرؤية الليلية أهمية حاسمة، مضيفاً: "لم نتوقع أن يستورد هذا النوع من الإرهاب إلى تونس".

دلالات
المساهمون