طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الاثنين، الفلسطينيين والإسرائيليين بإظهار الجرأة لمواصلة الانخراط في عملية السلام بجدية، مطالباً بوقف الاستفزازات الإسرائيلية.
وقال في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمدالله في رام الله "أتفهم إحباط الفلسطينيين من عملية السلام، التي بدأت قبل 20 عاماً، ولم تؤد إلى اتفاق نهائي حتى اليوم، ولكن الإحباط سيضمن النصر للأشخاص الذين ينادون بالعنف".
وقال بان الذي يزور رام الله اليوم، ويغادرها إلى قطاع غزة غداً صباحاً "أحمل رسالة أمل بإعادة بناء غزة، وخلق مستقبل أفضل لأهلها".
وحول ما إذا كانت الأمم المتحدة قد تلقت أي ضمانات بعدم معاودة إسرائيل تدمير قطاع غزة، قال الأمين العام للأمم المتحدة "كان هناك اتفاقية ثلاثية الأطراف أبرمها المبعوث الخاص بعملية السلام روبرت سري، بين الأمم المتحدة والطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، من أجل الإشراف على عملية دخول البضائع ومراقبتها، وتحديداً مواد البناء إلى قطاع غزة". وأضاف "الأمم المتحدة ستحاول أن تضمن أن تكون هناك عملية تسليم سريعة وفعالة للبضائع، ومختلفة عن المرات السابقة، هذه الآلية لديها تفويض أوسع وِأشمل وصلاحيات أكثر".
ولفت إلى أنه "تم تبني هذه الآلية في القاهرة، وأنا واثق أن هذه الآلية إذا تم تطبيقها بحسن نية من جميع الأطراف، يمكن أن تسمح لعمليات بناء ضخمة أن تبدأ بشكل فوري في قطاع غزة، وتدفق البضائع والأفراد بين الضفة والقطاع".
كما دان الأمين العام للأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي، والتعرّض للأماكن المقدسة، في مدينة القدس المحتلة، مطالباً إسرائيل بوقف هذه الاستفزازات.
وفي سؤال عمّا إذا كان يدعم الخطوات السياسية الفلسطينية بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما صرحت القيادة الفلسطينية أكثر من مرة، قال بان إنه "لا يوجد لديه تعليق محدد، ما عدا أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والدول التي تحمل صفة المراقب، لها الحق في الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية عندما تكون لهم قضية، لكن أعتقد أن دولة فلسطين لم تنضم بعد إلى ميثاق روما".
الحمدالله: إعادة الإعمار فور تحويل الأموال
من جهته، أكّد الحمد الله خلال المؤتمر الصحافي، أن البدء في إعادة إعمار قطاع غزة سيتم فور تحويل الأموال إلى حكومة التوافق الوطني. مشيراً إلى أنّ مؤتمر القاهرة أكّد وجود دعم إعادة الإعمار بقيمة 5.4 مليار دولار، وسيخصّص نصف المبلغ لمصلحة إعادة الإعمار، فيما سيخصّص النصف الآخر لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني للسنوات الثلاث القادمة".
كما أكّد الحمد الله موافقة جميع الأطراف على الآلية التي توصّلت إليها القيادة الفلسطينية وحكومة الاحتلال والأمم المتحدة لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، لافتاً إلى أن بان سيبحث هذا الموضوع مع المسؤولين الإسرائيليين، مساء اليوم".
وأوضح الحمدالله أن "الحكومة تعتبر هذه الآلية خطوة أولى مؤقتة، لأن المطالب الأساسية الفلسطينية تتركز على رفع الحصار، وفتح المعابر وحرية الحركة للأشخاص والبضائع، وجميع هذه المطالب تندرج تحت مطلب رئيسي وهو إزالة الاحتلال".