الثلاثاء، مرّ أسبوع كامل على انفجار مرفأ بيروت، وهو الانفجار غير المسبوق في لبنان. ما زالت عمليات التفتيش عن المفقودين مستمرة، وإن انتهت كلّ الآمال بالعثورعلى أحياء بين الركام الهائل الذي خلفته الكارثة التي أصابت البلد الصغير في الصميم، بنواحٍ عدة، ليس أقلها مقتل أكثر من 200 وإصابة أكثر من 5 آلاف.
استقبل لبنان منذ الانفجار فرق إنقاذ وخبراء وأطباء ومستشفيات ميدانية من بلدان مختلفة، جميعها اتفقت على انتشاله مما أوقعه السياسيون فيه، أقلّه عن طريق إهمال شحنات الأمونيوم طوال أكثر من ست سنوات، وتركها من دون تأمينها وذلك في منشأة حيوية، في جوار وسط العاصمة وأحيائها السكنية ومراكز المال والأعمال فيها. وبينما تلقت البلاد المساعدات اللوجستية لا سيما الطبية، برزت مبادرات محلية كثيرة سواء للجمعيات أو المؤسسات أو حتى المجموعات الطلابية والشبابية، خصوصاً من تشترك في الحراك الشعبي الثوري من أجل التغيير، بل إنّ بعض الأفراد هبوا بأنفسهم للمساعدة في أيّ شيء في المناطق الأكثر تضرراً، ومن بينها الكرنتينا وبرج حمود والجميزة والأشرفية والخندق الغميق. كذلك لم يغب العمال الأجانب الذين تطوعوا للمشاركة في إزالة الركام ولملمة جراح المدينة.
أسبوع مرّ على الانفجار حمل تغييراً سياسياً باستقالة حكومة حسان دياب، كما حمل هذا الاندفاع المدني والإنساني لدى المواطنين والمقيمين أملاً في نهوض قريب من الكارثة مهما كانت كبيرة.
(تصوير: حسين بيضون)