الدنمارك قلقة من استهداف شركاتها

13 ديسمبر 2014
يُخشى من مواصلة استهداف الشركات (فريا أنغريد موراليس/فرانس برس)
+ الخط -
أظهرت تسريبات أمنية دنماركية، أن "محاولة قتل عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لموظف دنماركي في العاصمة السعودية الرياض، لم يكن صدفة، بل استهداف مخطّط منذ فترة". هكذا أظهرت الخلاصة التي سرّبتها صحيفة "بوليتيكن" في كوبنهاغن، إثر اعتقال السلطات السعودية ثلاثة أشخاص متعاطفين مع "داعش". وتُفيد التسريبات بأن "الشركة الدنماركية لإنتاج الحليب والأجبان، آرلا، كانت على علم بمخطط الاستهداف منذ حوالي شهرين".

ويعني هذا أنه تمّ التمهيد لمحاولة قتل موظف الشركة في العاصمة السعودية، منذ أن نشر تنظيم "داعش" تغريدة له على موقع "تويتر"، في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، وباللغة العربية، يؤكد فيها "إصابة الموظف في الشركة الدنماركية دانيا فودز (تابعة لآرلا في الرياض) بإطلاق النار عليه". وما عزز فرضية وجود مخطط لاستهداف الشركة وموظفيها، هو نشر "داعش" صورة لمبنى الشركة.

وفي 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، علق المتحدث باسم "آرلا"، ثييس بروغر، على استهداف أحد الموظفين بالقول "لا نظن بأن شركتنا مقصودة بهذا الاستهداف. لا معطيات لدينا في هذا الاتجاه". بيد أن مصادر مطّلعة أبلغت "العربي الجديد" في كوبنهاغن، بأن "الأجهزة الأمنية الدنماركية، حذّرت الدنماركيين من جدية الاستهداف"، بعد نشر "داعش" لتلك المعلومات قبل شهرين من الهجوم.

وتضيف المصادر "الأمر الغريب، والمؤكد للاستهداف المقصود، هو أن آرلا بنفسها شددت في تأمين موظفيها، وطلبت منهم عدم الظهور بسيارات الشركة واستخدام طرق أخرى للتنقل. وعليه فإن الوصول إلى الموظف، على الرغم الاحتياطات الأمنية، يعني بأن التنظيم يقوم بمراقبة لصيقة لهدفه". وتتابع "ما يقلق حقاً، هو المراقبة الظاهرة لكل ما ينشره التنظيم من صور ومواد عبر تويتر. علمت بها الجهات الأمنية والشركة الدنماركية، ومع ذلك تمّ استهداف الموظف".

من جهته، لا يستبعد الباحث السويدي المختص بشؤون الإرهاب في الأكاديمية العسكرية، ماونوس رانستروب، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "يكون استهداف الدنماركيين، وتحديداً آرلا، مرتبطاً بمسألة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول، التي نشرتها صحيفة يولاندس بوستن". واعتبر رانستروب، أن "تلك الرسوم لم تُمح من الذاكرة بعد". وأكد أن "استهداف الدنماركيين، يحمل إشارة ذات قيمة بالنسبة للمجموعات المتشددة، وتقول لهم بأنهم غير آمنين، وهذا أمر مقلق جداً".

وفي الرابع من ديسمبر/كانون الأول، أكد الخبير السويدي في شؤون "داعش"، آرون زيلين، أن "فيديو داعش عن الاستهداف، والذي نشره موقع البتار التابع لداعش، يُظهر بوضوح مسؤولية التنظيم عن الاستهداف".
وما يخشاه المراقبون المحليون هو "انتشار موجة استهداف للشركات الأجنبية في السعودية". ويعبّرون في الوقت عينه، عن خشيتهم من أن "ذلك سيشجع البيئة المساندة لداعش، في صفوف الشباب الدنماركيين الذين يحملون أفكاراً متطرفة، وخصوصاً بعد موجة الانقسام بين تيارين في الداخل الدنماركي لمؤيدين ومعارضين للتنظيم".

وكانت الخارجية الدنماركية قد رفضت تأكيد صحة الفيديو، الذي يظهر فيه شخص يطلق النار من سيارة تسير بجانب سيارة الموظف الدنماركي في الرياض.

المساهمون