احتجاجات مرافقة لزيارة ملك البحرين إلى بريطانيا

11 مايو 2018
اتهامات بتبييض ملكي بريطاني لصفحة البحرين(مارك غوتبيرت/Getty)
+ الخط -
يزور ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، في عطلة نهاية الأسبوع الحالي، بريطانيا، لحضور سباق خيل باستضافة الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وسط حملةٍ من الاحتجاجات تنظمها مجموعات حقوقية بريطانية ومعارضة بحرينية.

وسيحضر ملك البحرين وعدد من المسؤولين الإماراتيين سباق الخيل في مدينة ويندسور، حيث يقع مقر العائلة الملكية البريطانية، وسط انتقاداتٍ لبريطانيا، لـ"عدم اكتراثها" لسجل هاتين الدولتين في مجال حقوق الإنسان.

وسيقوم نشطاء بريطانيون وبحرينيون بتنظيم أنشطة عدة في ضوء اعتراضهم على استضافة ملك البحرين، مطالبين الحكومة البريطانية بعدم المساهمة في تبييض صفحة أنظمة تخرق حقوق الإنسان وتزج بمعارضيها في السجون.

وقال معارض بحريني رفض الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد" إن "الاحتجاجات المرتقبة متنوعة، وتأتي بالاشتراك مع منظمات حقوقية أهلية بريطانية وبحرينية".

وأوضح المصدر أن سبب الاعتراض على هذه الزيارة هو "سجل ملك البحرين المتورط بجرائم حقوقية جسيمة، تشمل التعذيب والتعريض للاختفاء القسري واعتقال آلاف البحرينيين لأسباب سياسية".

وطالب المعارض البحريني بريطانيا بألا تستضيف ملك البحرين وتبيض سجله الحقوقي الأسود، معتبراً أن بريطانيا "لم تعد تكترث بحقوق الإنسان التي ينتهكها النظام البحريني في البحرين، وفي اليمن التي يشارك فيها في الحرب التي تقودها السعودية".

وتحدث المصدر عن تقديم "معهد البحرين للحقوق الديمقراطية" شكوى للشركات الداعمة لسباق الخيل الذي سيحضره حمد بن عيسى آل خليفة، مطالباً إياها بألا تستضيفه. وبحسب المصدر، فقد تقدم 22 عضواً في مجلس العموم البريطاني بعريضة طالبوا فيها الحكومة البريطانية بالتحقيق في مزاعم التعذيب التي ارتكبها ناصر بن حمد (المشارك في السباق)، مطالبين كذلك بالإفراج عن المعارض البحريني أحمد الوداعي، أو إلغاء الدعوة الموجهة إلى الملك.

كما تطالب العريضة الحكومة البريطانية بحماية حق المتظاهرين البحرينيين المقيمين في بريطانيا، وحمايتهم أيضاً من التحرش الذي تمارسه أجهزة الأمن البحرينية ضدهم وضد عائلاتهم.

إلى ذلك، سيشهد مضمار السباق يوم غد تظاهرة احتجاجية يتوقع أن يحضرها عدد من النشطاء من مختلف الجنسيات.


وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد وصفت الوضع الحقوقي في البحرين بأنه "مأساوي"، حيث ينتشر استخدام التعذيب في سجونها، كما تم تجريد أكثر من 600 بحريني من جنسياتهم، وذلك منذ العام 2012.

ورغم هذه الانتهاكات، تدعم بريطانيا النظام البحريني وتعقد معه صفقات سلاح وصلت قيمتها إلى 82 مليون جنيه استرليني منذ العام 2011، وفقاً لـ"الحملة ضد تجارة الأسلحة"، التي تتخذ من لندن مقراً لها.

ويقول سيد أحمد الوداعي، مدير "معهد البحرين للحرية والديمقراطية"، في تعليقٍ على الزيارة، إن "ملك البحرين يحضر سباق الخيل الملكي في وندسور لتبييض صورته، والتي سودها سجل ممارساته الحقوقية القمعية في البحرين وخارجها".

وأضاف أن حضوره هذا العام "يأتي متزامناً مع تكثيف قمعه، وهو ما يكشف النفاق الجلي للحكومة البريطانية الحالية التي تدعم الأنظمة التي تخرق حقوق الإنسان وتكافئها بالجلوس إلى جانب الملكة".

أما لوسي كينشين، من "الحملة ضد تجارة السلاح"، فقد علقت على الزيارة واصفةً إياها بـ"التبييض الملكي"، مضيفة أن "الرسالة التي تبعث بها هي أن الملكة تدعم الدكتاتورية البحرينية".

 "إلا أن الرسالة التي ترسلها إلى ضحايا القمع والتعذيب على يدي النظام البحريني أن حقوقهم أقل أهمية من العلاقات السياسية والعسكرية مع الطغاة."

وكانت البحرين من الدول التي شهدت احتجاجات في سياق الربيع العربي، وتمكنت أجهزتها الأمنية من قمعها وبدعم من حليفتها السعودية. كما تشوب سجلها الحقوقي منذ تلك الحين حملات اعتقال طاولت العديد من المعارضين، إضافة إلى التمييز ضد المواطنين من الطائفة الشيعية. كما تساهم البحرين في الجهد العسكري والدبلوماسي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، والمتهم بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.

 

المساهمون