إذاعات غزة في رمضان... مسابقات ودراما

كسرت الإذاعات الفلسطينية في قطاع غزة حالة الجمود المعتادة خلال دورتها البرامجية الخاصة بشهر رمضان، عبر تعزيز البرامج التفاعلية مع الجمهور، في ظل حالة الحجر المنزلي والإجراءات الوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا. 

عززت الإذاعات من البرامج ذات الطابع الدرامي التي تناقش القضايا اليومية، إلى جانب الأعمال المرتبطة بالتراث الفلسطيني والقرى القديمة المحتلة عام 1948، في محاولة لتعزيز المعرفة العامة للأجيال الناشئة ببلداتهم القديمة.

لم تغفل هذه المؤسسات الإعلامية تنفيذ بعض الحلقات الخاصة بالمواقف اليومية التي تسببت فيها جائحة كورونا، عبر استغلال بعض المواقف الكوميدية التي تتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن برامج المسابقات الثقافية والدينية المتنوعة.

تسعى الإذاعات والقنوات الفلسطينية المحلية عبر برامجها لتعزيز ثقافة البقاء داخل المنزل، التزاماً بالتعليمات الصادرة عن الجهات الحكومية في غزة والضفة الغربية المحتلة لمواجهة فيروس كورونا ومنع انتشاره بشكل يضمن حماية المجتمع.

ويبحث متابعو الإذاعات هذا العام عن برامج متنوعة تمكنهم من استغلال وقتهم، خصوصاً في ظل جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المتبعة وتساهم في التقليل من الملل نتيجة إغلاق المنشآت والمتنزهات العامة والمساجد.

في الأثناء، يقول مدير البرامج في إذاعة صوت الأقصى بغزة، محمد مشمش، لـ"العربي الجديد"، إن جائحة كورونا دفعتهم لإدخال تغيرات على الخطة البرامجية الخاصة بشهر رمضان من أجل تعزيز تفاعل الجمهور اليومي. ويوضح مشمش أن إذاعته عمدت إلى زيادة برامج المسابقات والمسلسلات الدرامية، فيما تم إيقاف كافة البرامج التي كانت تنفذ سنوياً في شهر رمضان والمرتبطة بتواجد الجمهور في استديوهات الإذاعة التي تبث من غزة. وهذا العام تم الاعتماد على التفاعل المباشر للجمهور مع البرامج من خلال برنامج مسابقات يومي يبث على مدار شهر رمضان وينتهي في الأيام الأولى لعيد الفطر، بالإضافة إلى برنامج ديني بطابع مسابقات، وسلسلة أخرى من المسلسلات الدرامية، وفق مشمش.

ومن بين الأعمال الدرامية التي تقدمها الإذاعة مسلسل "ريحة البلاد" الذي يتحدث عن القرى والمدن الفلسطينية المحتلة عام 1948، ومسلسل "عقبة بن نافع"، ومجموعة من المسلسلات الدرامية والكوميدية الأخرى. ويؤكد مدير البرامج في إذاعة الأقصى أن الهدف الذي تسعى الخطة البرامجية إلى معالجته هذا العام هو سد الفجوة وتوفير أعمال تعمل على جذب اهتمام المتابعين للإذاعة، في ظل جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المتبعة، وتسهم في تعزيز البقاء داخل المنازل.

ورغم حالة التطور التكنولوجي وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي بصورةٍ كبيرة على الحياة اليومية للفلسطينيين، إلا أن كثيرا منهم يحافظون على متابعة الإذاعات وبرامجها المختلفة. وعلى ذات النهج، سارت إذاعة القدس التي تبث هي الأخرى من غزة، إذ حرصت على تقديم سلسلة من المسلسلات الدرامية القصيرة التي تستقطب المستمعين، بالإضافة إلى برنامج مسابقات يومي يبث خلال شهر رمضان. وقال مدير البرامج في الإذاعة، هاني مطر، لـ"العربي الجديد"، إن الإذاعة خصصت برنامجا كوميديا يوميا يطلق عليه "في زمن الكورونا"؛ حيث يستوحى هذا العمل حلقاته اليومية التي لا تزيد مدتها عن 5 دقائق من مواقف وأحداث يومية.

ووفقاً لمطر، فقد سعت إذاعة القدس ألا تتأثر بجائحة كورونا، وألا تبقى في قالب التغطية اليومية الخاصة بتسجيل الحالات في الضفة وغزة، على حساب توفير سلسلة من البرامج اليومية والأعمال الدرامية ضمن خطتها الخاصة لشهر رمضان.
والعام الحالي يبدو مختلفاً كثيراً عن الأعوام السابقة على صعيد الأعمال والبرامج المقدمة، خصوصاً في ظل جائحة كورونا التي تلقي بظلالها على مختلف مناحي الحياة اليومية، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.