أزمة الوقود تشعل غضب المصريين

01 يوليو 2014
تصاعد أزمة الوقود في مصر (أرشيف/getty)
+ الخط -

أشعلت أزمة نقص الوقود المتصاعدة غضب المصريين، قبل مظاهرات يحشد لها مناهضو الانقلاب بعد غدٍ الخميس في ذكرى الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز الماضي، الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد مرسي.

وتصطف طوابير طويلة من السيارات الملاكي والأجرة يومياً، أمام محطات الوقود المصرية وبعضها يتجاوز الكيلو متر، في انتظار الدور للحصول على البنزين أو السولار، في مشهد يذكّر المصريين بأجواء مظاهرات 30 يونيو/حزيران ضد مرسي، والتي كان أحد أسبابها أزمة الوقود التي ضربت أنحاء مصر آنذاك.

وأدّت أزمة الوقود، التي يعاني منها المصريون منذ أربعة أيام، إلى حالة اختناق مروري على بعض الطرق الحيوية بالعاصمة المصرية القاهرة، والعديد من المحافظات، كما تسببت في رفع أصحاب سيارات التاكسي والنقل الجماعي الخاص، الأجرة على المواطنين لتعويض الخسائر التي يتعرضون لها نتيجة طول فترات انتظارهم بالمحطات.

رفع الأسعار

وتصاعدت أزمة الوقود في ظل التصريحات الحكومية حول مضاعفة أسعار السولار والبنزين بفئاته المختلفة، لمواجهة عجز الموازنة المقبلة بعد تقليص دعم الوقود.

ووفقاً للتسريبات التي خرجت من وزارة البترول، سيرتفع سعر لتر بنزين 92 إلى 2.85 جنيه مقابل 1.85 جنيه للتر حالياً، وسعر بنزين 80 إلى 1.90 جنيه للتر مقابل 90 قرشاً حالياً، وسعر لتر السولار إلى 2.10 جنيه.

وكان وزير البترول المصري، شريف إسماعيل، قد أكد في تصريحات صحافية بداية الأسبوع الجاري، عزم الحكومة على رفع أسعار الوقود، الأمر الذي تسبّب في ارتباك بالسوق.

وقال رئيس شعبة المواد البترولية في الاتحاد العام للغرف التجارية، حسام عرفات، لـ"العربي الجديد" في تصريحات سابقة: "إن حديث الوزراء حول رفع أسعار الوقود، أدى الى زيادة الطلب عليه لتخزينه وبيعه في السوق السوداء".

معاناة يومية

وارتفعت الأسعار في السوق غير الرسمية، حسب مصادر بالغرف التجارية، إلى أكثر من الضعفين، خصوصاً في الوجه القبلي (صعيد مصر)، وزاد سعر بنزين 80 بالسوق السوداء من 90 قرشاً إلى ما بين 1.5 وجنيهين للتر، والسولار من 1.1 جنيه إلى 1.5 و2 جنيه، وارتفع بنزين 92 من 1.75 إلى 2.25 جنيه.

ورصدت "العربي الجديد" آراء عدد من السائقين، حيث يروي أحمد .ع سائق سيارة ميكروباص، معاناته مع الأزمة قائلاً: "منذ ثلاثة أيام وأنا أضطر للخروج من البيت عقب صلاة الفجر مباشرة، حتى أتمكن من حجز مكان متقدم في طابور السيارات التي جاء أصحابها أيضا في وقت مبكر للحاق بدور متقدم".

ويضيف أحمد "نصف الوقت الذي كنت أعمل به أصبح يضيع في محطات البنزين، وهو ما أفقدني نصف دخلي اليومي تقريباً".

عبد العظيم، سائق تاكسي، دفعه الملل والانتظار كثيراً في الطابور، إلى الشجار مع عمال محطة البنزين الموجودة على طريق مصر أسيوط الزراعي، بعدما همّ بالخروج من سيارته قائلا: "كلما أذهب لمحطة بنزين أقف 3 ساعات، أنا كده مش هرجع البيت لأولادي بمليم واحد، مش عارفين نشتغل".

حسرة على تأييد مظاهرات يونيو

عاد عبد العظيم إلى سيارته وهو يُبدي الحسرة على تأييده لمظاهرات الثلاثين من يونيو خلال حواره لسائق آخر كان في سيارة مجاورة له، والتي كان من أهم أسبابها أزمة البنزين.

وقال: "الكهرباء تقطع حالياً في اليوم أكثر من أربع ساعات، والأسعار زادت 4 مرات، وضباط الداخلية رجعوا مثل عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي أطاحته ثورة يناير، ومفيش حد عارف يتكلم معهم ورجعت إهانتهم للناس من جديد".

ينجذب سائق التاكسي المجاور لعبد العظيم إلى طرف النقاش، متحدثاً هو الآخر عن معاناته بسبب أزمة البنزين قائلا: "كنت أعود البيت في أقل يوم شغل بـ300، أو 400 جنيه، أما الآن فلو رجعت معايا 50 جنيه هاحمد ربنا"، وأضاف السائق الذي رفض ذكر اسمه: "اليوم كله دلوقتي ضايع أمام محطات البنزين".

ويدرك النظام الحالي في مصر حجم الغضب الذي سيترتب على رفع أسعار الوقود، ولكن لم يجد الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي مفرّاً من رفع الدعم عن المحروقات لسد عجز الموازنة العامة للدولة، والذي بلغ 288 مليار جنيه قبل خفضه إلى نحو 240 مليار جنيه، عبر تقليص دعم الطاقة وزيادة الضرائب.

ودفعت تخوفات الحكومة من مظاهرات 3 يوليو/تموز الجاري إلى، تأجيل اعتماد الأسعار الجديدة لتفويت الفرصة على المعارضين خشية انضمام قطاعات غاضبة من الشعب إليهم.

المساهمون