"علي بابا"... قصّة تقليديّة مكرّرة

07 ابريل 2018
مؤلف وبطل الفيلم كريم فهمي (فيسبوك)
+ الخط -
أدرك صُنّاع فيلم "علي بابا" الفراغ الذي تعيشه دور السينما المصرية حالياً، والذي استمرّ منذ الموسم الذي انتهى بتصدُّر فيلم رامز جلال "رغبة متوحشة" شبّاك الإيرادات بشكل مفاجئ. فقرّرت شركة "السبكي" طرح فيلمها مُبكّراً عن موعده المقرر في موسم "شم النسيم".

جاء القرار بنتيجة جيدة، وحقق الفيلم إيرادات تجاوزت المليون ونصف المليون جنيه في أيامه الثلاثة الأولى، رغم تصنيف الرقابة له كفيلم لفوق 16 عاماً، وهو ما حرمه من شريحة كبيرة من جمهور هذا التوقيت من العام.

والأمر الذي أثار غضب الشركة المنتجة ودفعها لإبداء استيائها من قرار، طارق عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية. فيما انتقد بطل الفيلم ومؤلفه، كريم فهمي، حذف مشهد، وصفه بالمحوريّ في الأحداث.


تدور أحداث الفيلم حول شخصية "علي"، الشاب الثري المستهتر الذي يعيش حياته في علاقات عاطفية وجنسية سريعة، يدبرها له أحد مساعديه "محمد ثروت" عبر الاحتفال بعيد ميلاده بشكل أسبوعي، فيما يلاحقه مساعده الآخر "صبري فواز" بإيصالات ماليَّة، وطلبات لسداد ديون متراكمة حل موعدها. قصة تقليدية تكررت في السينما المصرية، إذْ جسَّد شخصيَّة الثريَّ كل من رشدي أباظة وحسن يوسف وأحمد رمزي.

لكن مؤلف الفيلم، وبطله أيضاً، كريم فهمي، أضاف إلى الفيلم مفارقةً، وهي أن الفتاة التي تظهر في حياته وتقلب حساباته وتجعله يعيد النظر فيما يفعله، ستكون ابنته وليست حبيبته! شخصيَّة "زعبولة"، والتي تؤدّيها آيتن عامر، هي الابنة التي يقول محام مغمورٌ بأنّها نتاج علاقة غير شرعية، تمت بين علي وخادمة في منزله وهو في سن الحادية عشرة. وتحت ضغط الملاحقة القضائية تنتقل للعيش في منزله، وتتوالى المفارقات بين عالم الحياة الشعبية القادمة منها، وبين قصر والدها الجديد وحياته البوهيمية.



ضيوف شرف لإنقاذ الفيلم
عناصر الفيلم كانت تبشِّرُ بفيلم كوميدي متقن مضحك في بعض مشاهده، لكن أزمة الفيلم الأولى هي في بطله الذي لا تؤهّله قدراته التمثيلية القيام ببطولة فيلم كوميدي وحده، ناهيك عن صعوبة الكتابة للسينما في عصر جمهوره أخف ظلاً وأكثر قدرة على إطلاق الدعابات من كتاب وممثلين محترفين مع الاستسهال البادي في كثير من مشاهد الفيلم وحواره.

لم تُقدِّم آيتن عامر جديداً في دورها بالفيلم، خصوصاً في شخصية قامت بها خلال السنوات الأخيرة الكثيرات من زميلاتها، مثل دنيا وإيمي سمير غانم وياسمين عبد العزيز ومي كساب. بينما كان محمد ثروت وأحمد فتحي وصبري فواز أفضل بكثير من أعمال أخرى شاركوا فيها. فيما بقي اختيار تامر هاشم عضو فريق "كايروكي" الغنائي لغزاً كبيراً لتواضع مستواه وتقديمه للشخصية بشكلٍ مفتعل ومضحك. وظهرت دارين حداد في دورها المعتاد، وهيدي كرم في مشاهد مضحكة من شدة رداءتها. حاول منتج الفيلم أحمد السبكي، ومخرجه وليد الحلفاوي علاج هذه الأزمة بالاستعانة بعدد من الوجوه كضيوف شرف لاستخدامها في الدعاية للفيلم.
دلالات
المساهمون